10:36 ص
الأربعاء 05 يونيو 2024
بروكسل – (د ب ا)
تتزايد المخاوف في أوروبا بشأن التدخل الروسي في انتخابات البرلمان الأوروبي المقرر أن تبدأ غدا الخميس، وذلك في ظل تقارير بشأن هجمات سيبرانية ومنصات على شبكة الإنترنت لنشر الدعاية وحتى دفع أموال للساسة الأوروبيين.
وقالت ليا فروفيرث من مركز المراقبة والتحليل والاستراتيجية ومقره برلين إن روسيا تقوم بنشاط غير شرعي منذ أعوام من خلال حملات نشر المعلومات المضللة ومواقع الأخبار الكاذبة.
وتوقعت أن تكون الانتخابات، المقرر إجراؤها من الخميس حتى الأحد، هدفا لهذا النوع من النشاط، ومن الأمثلة النموذجية لهذه الأنشطة تشويه سمعة الأحزاب والسياسيين، وبث عدم الثقة في شرعية العملية الانتخابية.
وترى فروفيرث أن أشكال الدعاية الروسية تمثل ضجيجا خلفيا دائما، ولكن الانتخابات توفر فرصة لتفاقم المناخ السياسي الأوروبي المستقطب بصورة متزايدة.
وتعد الأخبار والتعليقات بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا المثال الأكثر وضوحا على ذلك، حيث أشارت فرقة عمل ستراتكوم الشرقية التي تعد جزءا من الخدمات الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي إلى أن المعلومات المضللة بشأن أوكرانيا تمثل 40% من الحالات في قاعدة بياناتها.
وعلى سبيل المثال، انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي في مارس الماضي يظهر دبابة تحمل علم أزرق مماثل لعلم الاتحاد الأوروبي. وتردد أن الدبابة كانت في روسيا بالقرب من الحدود مع أوكرانيا. ويخص العلم في الحقيقة فيلق حرية روسيا، وهى وحدة تتألف من الروس الذين يقاتلون بجانب الأوكرانيين.
ولا يمكن دائما تحديد مصادر مثل هذا المقاطع. ويعتقد محللو سترات كوم الشرقية أن حملات المعلومات المضللة بشأن الحرب تهدف لتقويض دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا.
ويتجاوز التدخل الروسي المعلومات المضللة، حيث يواجه الكرملين اتهامات بأنه وراء تنفيذ هجمات سيبرانية على قواعد بيانات رئيسية. وتقول فروفيرث إن الهدف قد يتضمن” الحصول على المعلومات أو تقويض البنية التحتية والاتصالات المهمة”.
وقد شهدت الأحزاب السياسية الألمانية والشركات اللوجستية والخاصة بالفضاء وخدمات تكنولوجيا المعلومات محاولات قرصنة مؤخرا، حيث وجهت وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك الاتهام في اتجاه واحد واضح، وقالت الشهر الماضي” قراصنة الدولة الروسية شنوا هجمات على ألمانيا في الفضاء السيبراني”.
وأرجعت ألمانيا الهجمات إلى وحدة ” ايه بي تي 28″ في الاستخبارات العسكرية الروسية، التي تٌعرف بعدة أسماء من بينها ” الدب الفاخر”.
كما أفادت مصادر بالاتحاد الأوروبي بوقوع هجمات على مؤسسات حكومية في عدد من الدول الأعضاء تشمل بولندا وليتوانيا وسلوفاكيا والسويد.
ومن أبرز الأمثلة على النفوذ الروسي منصة صوت أوروبا ” فويس أوف أوروبا” ومقرها براغ، التي يشتبه في قيامها بنشر مواد دعائية موالية لروسيا ودفع أموال لساسة أوروبيين.
وقد أجرت المنصة مؤخرا حوارات مع ساسة من حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، حيث اتهمت صحيفة تشيكية أحد هؤلاء الساسة بتلقى أموال روسية. ونفى السياسي بيتر بيسترون أكثر من مرة هذه الاتهامات.
وفي أواخر مايو الماضي، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على منصة صوت أوروبا على خلفية تدشين ” حملة ممنهجة ودولية من التلاعب الإعلامي وتحريف الحقائق من أجل زعزعة استقرار أوكرانيا والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء”.
وحذرت فروفيرث من أنه يمكن أن تظهر هجمات على شرعية الانتخابات بمجرد الإعلان عن النتائج، بهدف التسبب في حدوث مشاكل طويلة المدى. وقالت ” انتهاء حملة الانتخابات لا يجب أن يعني انتهاء التدخل المتعلق بالانتخابات”.
وقالت نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية لشؤون القيم والشفافية، فيرا جوروفا، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين و”الجهات الفاعلة المعادية الأخرى” يستغلون افتقار الاتحاد الأوروبي إلى ضوابط لتنظيم منصة “تليجرام”، وينشرون أخبارا زائفة في الدول أعضاء التكتل بشرق أوروبا.
وأضافت جوروفا، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرج، “إن منصة تليجرام تمثل مشكلة”.
وقالت جوروفا إن خدمة تليجرام “تنشط بشكل خاص في الدول الأعضاء بشرق أوروبا والتي لدينا فيها أقلية ناطقة بالروسية”.
وأوضحت أن منصة تليجرام تشكل “حالة خاصة” لأنها تدعي أن لديها 42 مليون مستخدم فقط في التكتل، أي أقل من عتبة الـ 45 مليون مستخدم اللازمة للخضوع للتدقيق بموجب قانون الخدمات الرقمية الجديد، الذي يضع حواجز حماية ضد انتشار المحتوى الضار وغير القانوني عبر الإنترنت.
وقالت جوروفا “نتحقق الآن من صحة هذا الرقم، وحال اكتشفنا أنه يزيد عن 42 مليونا، سيتعين علينا أن ننظر بعمق في كيفية عمل تليجرام”.