01:19 ص
الأحد 08 سبتمبر 2024
وكالات
شهدت فرنسا مظاهرة شارك بها أكثر من 100 ألف من أنصار اليسار وذلك للاحتجاج على تعيين ميشال بارنييه المنتمي ليمين الوسط رئيسا للوزراء، وسط تنديد باستيلاء الرئيس إيمانويل ماكرون على السلطة.
وقالت وزارة الداخلية الفرنسية، إن 110 آلاف شخص تظاهروا في أنحاء البلاد، 26 ألفا منهم في العاصمة باريس، في حين قدرت قيادية يسارية عدد المحتجين في مختلف أنحاء فرنسا بنحو 300 ألف.
ونظمت التظاهرات في مدن بمختلف أنحاء فرنسا، من بينها نانت في الغرب، ونيس ومرسيليا في الجنوب، وستراسبورغ في الشرق، بحسب ما ذكرته العربية.
وعيّن الرئيس الفرنسي ماكرون، الخميس، “بارنييه” 73 عاما، كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي خلال مرحلة مغادرة بريطانيا للتكتل القاري، معتبرا أنه قادر على الجمع على أوسع نطاق ممكن في مشهد سياسي مجزأ.
ووضع تعيين بارنييه حدا لـ60 يوما من الترقب في أعقاب الانتخابات المبكرة التي لم تفرز غالبية صريحة، وأسفرت عن انقسام الجمعية الوطنية إلى 3 كتل هي اليسار، ويمين الوسط، وأقصى اليمين.
وقال بارنييه الجمعة: إنه منفتح على تسمية وزراء من جميع التوجهات السياسية، بما في ذلك شخصيات من اليسار.
لكن الجبهة الشعبية الجديدة اليسارية التي برزت كأكبر كتلة سياسية في فرنسا بعد انتخابات ويوليو، رغم عدم حصولها على أغلبية مطلقة من مقاعد الجمعية الوطنية، نددت بخيار ماكرون.
واقترحت الجبهة لوسي كاستيه، الخبيرة الاقتصادية البالغة من العمر 37 عاماً، لتولي رئاسة الوزراء، لكن ماكرون رفض الفكرة بحجة أنها لن تحصل على الثقة في الجمعية الوطنية المنقسمة بشدة.
ووجه العديد من المتظاهرين، السبت، غضبهم إلى ماكرون 46 عاما، وطالبّه بعضهم بالاستقالة.
وقالت مانون بونيجول 21 عاما التي تظاهرت في باريس: “بالنسبة لماكرون، أعتقد أن نتيجة التصويت غير مهمة، كان يعرف مسبقا من يريد أن يعين في السلطة، أعتقد أنه على أي حال، لن يكون للتصويت أي فائدة طالما ماكرون في السلطة”، مضيفة: “الجمهورية الخامسة تنهار”.
وكان جان لوك ميلانشون زعيم حزب فرنسا الأبية اليساري الراديكالي وحلفاؤه في “الجبهة الشعبية الجديدة” قد دعوا المواطنين إلى النزول إلى الشوارع للدفاع عن نتائج الانتخابات التي “سُرقت من الفرنسيين”.
وحثّ الزعيم اليساري أنصاره السبت على الاستعداد للمعركة، قائلا: “لن تكون هناك راحة”.
وقال ميلانشون خلال مسيرة باريس: “الديمقراطية لا تعني فقط فنّ قبول الفوز، بل هي أيضاً التواضع المتمثّل في تقبّل الخسارة”.
واتهمت المتظاهرة ألكسندرا جيرمان 44 عاما، ماكرون بتجاهل رغبات الناخبين.
وأضافت: “الاحتجاج هو سبيلي الوحيد لكي أقول إنني لا أوافق، حتى لو كنت أعلم جيدا أنه لن يجدي نفعا”.
وقال المتظاهر أبيل كويلييه، وهو طالب يبلغ 20 عاما، إنه اندهش من تعيين مشيال بارنييه.
وأضاف كويلييه: “ما زلت صغيرا، وأريد أن أصدق أننا قادرون على تغيير الأوضاع”.
وقالت ماتيلد بانو، الشخصية البارزة في حزب “فرنسا الأبية”، عبر منصة إكس: “إن 160 ألف متظاهرا احتجوا في باريس و300 ألف في جميع أنحاء فرنسا”.
على صعيد متصل، أعلنت الشرطة أنها أوقفت خمسة أشخاص في باريس.
من جهتها قالت مارين لوبن التي تقود كتلة “التجمع الوطني” أقصى اليمين في الجمعية الوطنية، إن حزبها لن يكون جزءً من الحكومة الجديدة، وأنها ستنتظر خطاب بارنييه السياسي الأول في البرلمان قبل أن تنظر في خيار دعمه.
وقال رئيس التجمع الوطني جوردان بارديلا: إن “بارنييه هو رئيس وزراء تحت المراقبة”.
وتعليقا على ذلك، قال بارنييه على هامش زيارة لمستشفى نيكر للأطفال في باريس: “أنا تحت مراقبة كل الفرنسيين”.
وسيكون رئيس الوزراء الجديد مسؤولا عن الميزانية والأمن والهجرة والرعاية الصحية، وهي ملفات شديدة الحساسية.
وسيتعين عليه أن يأخذ في الاعتبار مصالح “التجمع الوطني” إذا كان يريد تجنب اقتراح بحجب الثقة في الجمعية الوطنية.
ويواجه بارنييه الذي من المرجح أن يحظى بدعم أقلية فقط في الجمعية الوطنية، مهمة عاجلة تتمثل في تقديم ميزانية عام 2025 بحلول أوائل أكتوبر.