01:57 م
الأربعاء 01 مايو 2024
كتب – أحمد جمعة:
أثار اعتراف شركة أسترازينيكا، أمام المحكمة لأول مرة بأن لقاحها المضاد لفيروس كورونا، يمكن أن يكون سببا لآثار جانبية مميتة بسبب تجلط الدم، مخاوف واسعة بين جموع من تلقى اللقاح محلياً وعالمياً.
وجاء اعتراف الشركة البريطانية بهذه الأعراض بعد دعوى قضائية جماعية رفعتها عشرات العائلات تطالبها بتعويضات تصل إلى ملايين الجنيهات في بريطانيا، بزعم أنهم أو أقاربهم أصيبوا بتشوهات أو تعرضوا للوفاة بسبب اللقاح.
أما في مصر، تضاعفت المخاوف بشأن تأثير اللقاح على ملايين تلقوه منذ مطلع العام 2021، في الوقت الذي سعت وزارة الصحة المصرية لتبديد هذا القلق بالتأكيد على أنه لم توصٍ أي من الجهات الصحية الدولية أو المحلية بإيقاف أو منع التطعيم بهذا اللقاح.
ماذا تقول وزارة الصحة؟
الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، قال لمصراوي، إن التجلط كعرض جانبي لبعض التطعيمات معروف منذ العام 2021، وهو نادر جدًا، إذ يبلغ 3 حالات من كل مليون شخص تلقوا هذا التطعيم.
كما أن نسبة حدوث التجلط بعد التطعيم تقارب نسبة حدوث التجلط من غير أخذ التطعيم عند الفئات الأكثر عرضة لحدوثه، ولهذا جاءت التوصيات بتفضيل عدم استخدامه في فئات محددة، وفق عبدالغفار.
وأشار إلى أن فيروس كورونا نفسه أخطر بكثير في التسبب في الجلطات والوفاة من التطعيمات، فاحتمال حدوث جلطات مع “كوڤيد” تساوي تقريبا 10 أضعاف أعلى من فرصتها بعد التطعيم، مشدداً على أن احتمالية حدوث الجلطات في الفئات المعرضة لذلك هي في نافذة زمنية قصيرة المدى ولا تحدث في تلك الفئات مع التطعيم بعد تجاوز هذه الفترة الزمنية القصيرة.
ومع ذلك، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة على أنه لم يتم الإبلاغ عن أعراض جانبية طويلة المدى خاصة بالتجلط أو قد تحدث بعد فترة طويلة من أخذ اللقاح.
هل ينبغي أن نقلق الآن؟
ومن عمَّان، تحدث استشاري العلاج الدوائي السريري الدكتور ضرار بلعاوي، لموقع مصراوي، عن موقف من حصلوا على لقاح أسترازينيكا الآن، ومدى إمكانية إصابتهم بآثاره الجانبية بعد مرور سنوات على التطعيم به.
وقال “بلعاوي” إن ارتباط لقاح استرازينيكا بحدوث تجلط الدم المصاحب لانخفاض الصفيحات الدموية، ليس شيئًا جديدًا، بل حدث لأول مرة في مارس 2021.
وأضاف أن “العلماء أجروا الكثير من الدراسات وأثبتوا أن لقاح أسترازينيكا يعتمد على الفيروس الحامل وهو الفيروس الغدي الذي يقوم بالارتباط بالعامل الرابع الموجود على الصفيحات ويعمل على تجلط الدم”.
وعمل “بلعاوي” على دراسة علمية بالأردن على 4 أنواع من لقاحات كورونا “فايزر واسترازينيكا وسينوفارم وسبوتنيك الروسي”، وشارك فيها 750 ألف شخص.
وقال إن “اللقاحات أثبتت أنها فعّالة للغاية، وكانت هناك أعراض جانبية نادرة لمن تلقوا لقاح أسترازينيكا”، متابعاً: “نتحدث حسب الدراسات عن إصابة شخصين بالتجلد لكل مليون حالة، وهناك دراسات أخرى تقول إن هناك 16 حالة لكل مليون وهذا يتوقف حسب الفئة العمرية والجنس، وبالتالي الأمر لا يستدعي كل هذا الذعر”.
وأضاف: “لو مليون شخص أصيبوا بكورونا فإن احتمال الوفاة ستكون من 20 إلى 30 ألف، وبالتالي النسبة لا تُذكر وهذا حدث نادرا ما يحدث، وكنا نعرف عنه”.
وأوضح “بلعاوي” أنه كانت هناك توصيات فيما يخص لقاح أستراازينيكا، بأن يُعطي لمن هم فوق الـ 40 عامًا، ولكبار السن لأن الجلطات قد تحدث لدى صغار السن؛ إذ أن رد الفعل المناعي أكبر لدى تلك الفئات.
كما ذكر أنه لا ينبغي لمن تلقى اللقاح في بدايته أو منذ أشهر أن يقلق “فأي عرض جانبي للقاح يظهر بعد أسابيع وليس 8 أشهر أو عامين… لقاح إسترازينيكا من أفضل اللقاحات التي أثبتت فعالية قوية”.
موقف الصحة العالمية
بدورها، حددت منظمة الصحة العالمية، الإرشادات الواجب اتباعها للتطعيم بلقاح كورونا، موضحة أنه ينبغي ألا يُعطى اللقاح للأشخاص الذين سبق أن تعرضوا لتفاعلات وخيمة لأي مكوّن من مكونات اللقاح.
ولا يُوصى بإعطاء اللقاح للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة قبل صدور نتائج المزيد من الدراسات بهذا الشأن، بحسب تقرير المنظمة.
وبشأن مأمونية اللقاح، أكدت المنظمة أنه أُبلغ عن نوع جديد نادر جداً من الأحداث السلبية، يسمى متلازمة تجلط الدم مع قلة الصفيحات (TTS)، بعد التطعيم بهذا اللقاح، وهو ينطوي على أحداث غير معتادة وشديدة لتخثر الدم، مقترنة بانخفاض عدد الصفائح الدموية.
لكنها مع ذلك، شددت على أنه في البلدان التي يتواصل فيها انتقال فيروس كورونا، فإن فوائد التطعيم في الحماية ضد كوفيد-19 تفوق مخاطره بكثير.
وأشارت الصحة العالمية إلى أن لقاح أسترازينيكا يعدّ مأموناً وفعالاً في حماية الأفراد من المخاطر البالغة الشدة لكورونا، بما في ذلك الوفاة ودخول المستشفى والمرض الوخيم.
وأكدت أن لقاح أسترازينيكا ناجع بنسبة 72 بالمئة ضد عدوى فيروس كورونا المصحوبة بأعراض، مثلما يتضح من التحليل الأولي للبيانات بغض النظر عن الفترة الفاصلة بين الجرعات للمشاركين في التجربة الحاصلين على جرعتين قياسيتين بفاصل زمني يتراوح بين 4 أسابيع و12 أسبوعاً تقريباً.