11:56 م
الأربعاء 25 أكتوبر 2023
كتب-عبدالله عويس:
كانت الكاميرات تتبع وائل الدحدوح أينما ذهب، تنقل كلماته ومشاهداته حول ما يجري في قطاع غزة، وسط موجات عنف وأنهار دم، لكنها اليوم تتبعه، وهي تنقل صورته جاثيا على ركبتيه، وقد غلبته الدموع، على إثر استشهاد بعض أفراد أسرته، في غارة جوية، ليصبح الصحافي والمراسل التلفزيوني، الخبر نفسه، في حين يصف دموعه بأنها إنسانية لا دموع جبن.
في منشور قديم عبر حسابه على موقع «فيسبوك» عام 2018 دون الدحدوح «كم هو جميل أن يعيش الآباء لحظات فرح مع أبنائهم وأحبائهم في دنيا مملوءة بالكثير من المتاعب والكدر» معبرا عن فرحته بتفوق إحدى بناته، ومثمنا دور أمهم وباقي أشقائها، لكنه اليوم ودع بعضهم، ليعيش لحظات قاسية مؤلمة، في واقع به من المتاعب والكدر والموت، ما فيه.
كان مراسل شبكة الجزيرة، ينقل الغارات الإسرائيلية المتواصلة، حين تفاجأ بغارة على المنطقة التي لجأت لها أسرته، قبل أن يختلف المشهد، ويتحول هو إلى مادة إعلامية وإنسانية قاسية، وهو يحتضن جثمان ابنه، مطلقا جملته التي شاركها الكثيرون «بينتقموا منا في الأولاد.. معلش».
كانت عائلة الدحدوح قد انتقلت من تل الهوى في شمال غزة، إلى مخيم النصيرات باعتباره مكانا آمنا، لكن الغارات طالت المكان، وتستشهد زوجته واثنين من أولاده، فيما قدم زملاء الدحدوح العزاء له، في بيانات إدانة مكتوبة ومرئية، في مشاهد لاقت انتشارا وتعاطفا كبيرين.
يقول الدحدوح إن ما حدث ضمن مسلسل استهداف الأسر والأطفال، والمنطقة التي شملتها الغارة الجوية كان من المفترض أنها آمنة، قائلا «هذا حالنا جميعا وليس حالي وحدي، هذا قدرنا وخيارنا، والمصيبة كبيرة لأنها بحق أطفال ونساء».
عدة مشاهد لاقت انتشارا كبيرا حول ذلك الخبر، أحدها مقطع فيديو قديم لوائل الدحدوح مع أسرته، وهم يجلسون سويا ويدندنون، وفيديو النبأ نفسه حين أذاعت الجزيرة الخبر، وسط محاولات من مذيعها للسيطرة على دموعه، فيما كانت مقاطع فيديو الدحدوح وهو يتحدث عما جرى ضمن أكثر ما تم تداوله.
وعلى مدار الأيام السابقة، كانت إشادات من متابعين لتغطية الدحدوح، الذي بدأ العمل مع شبكة الجزيرة منذ عام 2004، معتبرين أنه يقدم تغطية استثنائية، بمجهود كبير وإتقان أكبر، وفيما كانت تلك المنشورات تنشر صور وائل الدحدوح وهو يمسك شظية من صاروخ سقطت قربه، إذ بتلك الحسابات تعيد نشر صور الدحدوح وهو يحمل أحد أفراد أسرته.