03:56 م
الإثنين 13 نوفمبر 2023
كتب- محمد صفوت:
في ظل الخسائر التي يتكبدها الاحتلال الإسرائيلي خلال توغله إلى قطاع غزة، من خلال استهداف مقاتلي حماس للدبابات والآلية الإسرائيلية والتي بثت كتائب “القسام” الذراع العسكري لحماس، مقاطع فيديو عدة لاستهداف آليات الاحتلال، يؤكد خبراء لصحيفة واشنطن بوست، أن ترسانة حماس المضادة للدبابات غيرت من قواعد اللعبة على الأرض.
في تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، سُلط الضوء على أسلحة حماس التي تقاوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال توغل الأخيرة داخل غزة، مستندةً إلى مقاطع الفيديو المصورة ومحللين عسكريين.
تشير الصحيفة الأمريكية، إلى أن استهداف مقاتلو حماس لآلية نقل جنود في الأيام الأولى للتوغل العسكري البري الإسرائيلي داخل القطاع، كشف تطور وتوسع القوة النارية لحماس.
يقول التقرير، استنادًا إلى محللين عسكريين، إن حماس تمتلك أسلحة متطورة خاصة في الأنظمة المضادة للدروع، حيث تمتلك كتائب القسام، صواريخ موجهة بالليزر وصواريخ مضادة للدبابات.
ويؤكد أحد المحللين العسكريين لـ “واشنطن بوست” أن حماس تسلح نفسها بالكامل قائلاً “حماس تسلح نفسها حتى الأسنان”.
توضح الصحيفة الأمريكية، أن الحرب الجارية في غزة ليست متكافئة، حيث يعد جيش الاحتلال الإسرائيلي واحدًا من أكثر الجيوش تطورًا في العالم خاصة من الناحية التكنولوجية، فيما تمتلك حماس أسلحة متقدمة، والواضح أن المقاومة متفوقة على الاحتلال.
القسام عرضت بعضًا من ترسانتها المضادة للدروع
ويقول خبراء عسكريون، إن كتائب القسام، عرضت بعضًا من ترسانتها المتطورة خلال التوغل البري الإسرائيلي، منها قاذفات الصواريخ المحمولة على الكتف والصواريخ المضادة للدبابات ومعظمها صناعة محلية. وأخرى تم تهريبها إلى قطاع غزة عبر الأنفاق خلال العقد الماضي، نتيجة للحروب في العراق وليبيا وسوريا والسودان، وصنعت بعضها من قبل إيران وكوريا الشمالية.
يرى بعض المحللون العسكريون، أن بعض من ترسانة حماس جمعت وطورت بدرجة أعلى داخل مصانع تحت الأرض فيما يعرف بـ “مترو غزة” في إشارة إلى شبكة الأنفاق تحت القطاع.
يقول المحللون إن إسرائيل تتابع عن كثب أنواع الأسلحة التي تمتلكها حماس: بنادق قناصة حديثة، وطائرات شراعية، وقذائف آر بي جي، و”قنابل مغناطيسية”، وطائرات بدون طيار هجومية (انتحارية)، وغواصات صغيرة، وألغام أرضية، وصواريخ مضادة للدبابات، وصواريخ بعيدة المدى. والتي يمكن أن تصل الآن إلى أقصى الشمال حتى حيفا بالقرب من الحدود اللبنانية وجنوبًا مثل إيلات على البحر الأحمر، على الرغم من أنها لا تزال لا تمتلك الدقة اللازمة.
رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه ديان التابع لجامعة تل أبيب مايكل ميلشتين، يقول إن حماس سلحت مقاتليها جيدًا ودربتهم بشكل جيد لدرجة أن ألويتها، التي تصنفها الولايات المتحدة على أنها منظمات إرهابية، تشبه “جيوش الدول”.
ويشير الباحث الإسرائيلي، إلى أن تل أبيب لم تتفاجأ بتطور الأسلحة لدى حماس بمقدار مفاجأتها من كمية الأسلحة لديها خلال أسبوعين من التوغل البري في القطاع.
“إسرائيل تواجه مجموعة مسلحة بشكل جيد، إنهم ليسوا مجموعة الأطفال التي كانت تركض بمسدسات، تل أبيب ستواجه ظروًا صعبةً للغاية مع حماس”، هكذا رأى المسؤول الاستخباراتي الإسرائيلي السابق، آفي ميلاميد.
كمية كبيرة من الأسلحة المضادة للدبابات
ترى “واشنطن بوست” في تقريرها أن وجود عدد كبير من الوحدات المضادة للدبابات أمر مثير للقلق للقوات الإسرائيلية، ما دفع جيش الاحتلال إلى تركيز استخباراته على العثور على أهداف لقواته الجوية والبرية للقضاء عليها.
وأشارت إلى أن الحرب الحالية هي الأكثر دموية في غزة مقارنة بالحروب السابقة. مزيج من الأسلحة المضادة للدبابات تشمل الأنظمة المضادة للدبابات التي نشرتها حماس نظام (Bulsae-2)، وهو نسخة كورية شمالية من نظام (Fagot) الذي يعود إلى الحقبة السوفيتية؛(RPG-7) روسية الأصل أيضًا؛ وقال محللون عسكريون إن هناك نسخة كورية شمالية تسمى (F-7).
في مقاطع الفيديو التي يبثها الإعلام العسكري التابع لكتائب القسام، تظهر أنظمة صواريخ “كورنيت” و”كونكورس” ذات الطراز الروسي، ونظام رعد الإيراني، وهو نسخة من “ماليوتكا” السوفيتية.
مزيج الأسلحة يُعقد مهمة جيش الاحتلال
الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بهنام بن تاليبلو، يرى أن المزيج الذي تمتلكه ترسانة حماس من الأسلحة المضادة للدروع سيعقد مهمة جيش الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن المزيج من الأسلحة الأجنبية يمكنه تعقيد أكثر الجيوش تطورًا من حيث التكنولوجيا في سيناريو حرب الشوارع.
ويتوقع تاليبلو، أن يكون لدى حركة حماس مزيدًا من الأسلحة المضادة للدبابات التي لم تكشف عنها بعد وربما تزيح الستار عنها مع استمرار التوغل البري الإسرائيلي في القطاع.
بدوره، يؤكد كبير المحللين وخبير الأسلحة في شركة الاستخبارات الدفاعية جينز، أميل كوتلارسكي، أن حماس تصنع بعض الأسلحة المضادة للدبابات مثل الرأس الحربي (تانديم-85)، موضحًا أن هذا النوع يتستخدم شحنتين لاختراق المركبات المدرعة الحديثة.
وأضاف أنها نوعية الأسلحة المميزة التي تقدمها إيران للمتحالفين معها، مثل حماس.
ويقول يوهاشو كاليسكي المحلل الإسرائيلي بمركز دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، إن الجيش الإسرائيلي استخدم نفس عدد القوات المشاركة في حرب 1967 في الاجتياح البري لقطاع غزة، ولكن دون حسم المعركة بعد، مضيفًا : “الآن يستخدم الجيش الإسرائيلي نفس القوة لمدة شهر تقريبا مع نتائج مختلفة تماما في غزة”.
ويختتم تصريحاته بالقول: “هذه حرب مختلفة. إنها صعبة للغاية والفلسطينيين مجهزون”.