07:51 م
الجمعة 22 نوفمبر 2024
الفيوم – حسين فتحى:
في إكتشاف أثري يثبت عراقة الحضارة المصرية، كشفت دراسات جيولوجية حديثة عن وجود أقدم طريق ممهد في العالم بأسره في واحة الفيوم، ليسبق بذلك الحضارات الأخرى بأكثر من 500 عام.
يعود تاريخ طريق ودان الفرس الفريد إلى حوالي 4600 عام، حيث استخدمه القدماء المصريون لنقل كتل البازلت الضخمة من محاجر جبل قطران إلى بحيرة قارون، ثم إلى نهر النيل، وصولاً إلى مواقع بناء الأهرامات والمعابد في الجيزة.
اكتشاف مدهش
وعن هذا الأكتشاف، قال أحمد عبد العال مدير عام منطقة آثار الفيوم الأسبق: “أثناء عملي كمدير عام لمنطقة آثار الفيوم، اطلعت على اكتشاف بالغ الأهمية يعود إلى عام 1905، فقد عثر فريق من الجيولوجيين الأمريكيين، وهما جيمس وباون، على هذا الطريق القديم أثناء قيامهما برسم خرائط المنطقة، وتخيلوا دهشتنا عندما اكتشفنا أن هذا الطريق يعود إلى عصور ما قبل التاريخ، وتحديداً إلى حوالي 4600 عام!”.
وتابع: “بعد دراسة معمقة، توصل العلماء إلى نتيجة مفادها أن هذا الطريق لم يكن مجرد طريق عادي، بل كان بمثابة شريان الحياة لنقل أحجار البازلت الضخمة التي كانت تستخدم في بناء المعابد والأهرامات، ففي تلك العصور، كانت هذه الأحجار تعتبر كنزًا ثمينًا، وكان نقلها من محاجر جبل قطران إلى مواقع البناء مهمة شاقة للغاية، لذا، تم بناء هذا الطريق ليكون حلًا عمليًا لهذه المشكلة، وتسهيل عملية النقل بشكل كبير.”
إنجاز هندسي
وأضاف: “بفضل هذا الطريق، تمكن المصريون القدماء من نقل كتل البازلت الضخمة باستخدام الزلاجات، في مشهد يعكس مدى قوة الإنسان وإبداعه، هذا الإنجاز الهندسي الفريد جعل العلماء يصفونه بأنه ‘انتصار تكنولوجي’، حيث يعتبر أقدم طريق ممهد في العالم، ويشهد على مدى تقدم الحضارة المصرية في مجال البناء والنقل”.
وذكر أن اكتشاف هذا الطريق ومناشير الصخر يثبت أن المصريين القدماء كانوا مهندسين ماهرين يتمتعون بقدرات ابتكارية عالية، فبناء هذا الطريق وتطوير هذه التقنيات المتقدمة يتطلب مستوى عالٍ من التخطيط والتنظيم.
وافقه الرأي، سيد الشورة، مدير عام آثار الفيوم السابق، الذى وصف طريق “ودان الفرس” بأنه “أقدم طريق سريع مرصوف في تاريخ الحضارات الإنسانية”.
أقدم طريق سريع في العالم
وأشار إلى أن هذا الطريق يقع في صحراء الفيوم الشمالية ويربط بين محاجر البازلت وبحيرة موريس، وقد استخدمه القدماء المصريون لنقل أحجار البازلت لبناء الأهرامات والمعابد، مما يؤكد على تقدمهم في مجال الهندسة والبناء.
وأوضح أنه رغم مرور آلاف السنين، لا يزال جزء من هذا الطريق القديم موجودًا حتى اليوم، مما يجعله أقدم طريق سريع في العالم، واكتشاف هذا الطريق كان نتيجة لجهود علماء الجيولوجيا الذين كانوا يعملون على رسم خرائط المنطقة.
وذكر أن الباحثين عثروا على معسكرات للعمال كانت تستخدم في ذلك الوقت، مما يقدم لنا لمحة عن حياة العمال الذين بنوا هذا الطريق.