07:23 م
السبت 22 يوليو 2023
كتب- محمد شاكر:
تنطلق الثلاثاء المقبل، فعاليات ورشة العمل الأولى من نوعها في مصر عن “تطبيقات التقنيات النووية والإشعاعية والذكاء الاصطناعي في مجال دراسة وتوثيق وترميم المومياوات والبقايا الآدمية والعظمية”، التي تنظمها إدارة ترميم المومياوات والبقايا الآدمية بوزارة السياحة والآثار بالتعاون مع هيئة الطاقة الذرية.
تقام الورشة التي تستمر لمدة 3 أيام تحت رعاية الدكتور عمرو الحاج رئيس هيئة الطاقة الذرية، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين من الهيئة ووزارة السياحة والآثار وكلية الآثار جامعة القاهرة.
وأكدت الدكتورة منال عبدالمنعم رئيسة الإدارة المركزية للصيانة والترميم بالوزارة أن معامل هيئة الطاقة الذرية لديها أحدث وأفضل التقنيات غير المتلفة لفحص وصيانة وتحليل المومياوات والبقايا الآدمية دون الإتلاف بالمومياوات أو تلك البقايا الآدمية.
وأشارت إلى شعبة الذكاء الاصطناعي المتواجدة داخل هيئة الطاقة الذرية، والتي ستساعد المرمم في أداء مهامه، لافتة إلى أنه سيتم خلال فعاليات ورشة العمل شرح الأجهزة بشكل موسع ومفصل من قبل العلماء داخل الهيئة.
وعن علاقة الذكاء الاصطناعي بالمومياوات، كشفت الدكتورة رانيا أحمد علي مديرة إدارة ترميم المومياوات عن أهمية تطبيقات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مجال الترميم وفي مجال المومياوات والبقايا الآدمية ومواكبة الجديد في العلم والتكنولوجيا واستخدامه بشكل غير متلف للأثر بما يتناسب مع البيئة المصرية والمرمم المصري للحفاظ على الآثار وعراقتها وعظمتها.
وقالت: لأول مرة في مصر من خلال فعاليات ورشة العمل سوف يتم تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على المومياوات والبقايا الآدمية، ولن يقتصر دورها على إعداد فيديوهات أو إعادة تركيب لوجه مومياء قديمة تتحدث عن نفسها، ولكن سوف تمتد لتشمل استخدامها في مجال الترميم.
وأضافت: “سيتم التدريب على استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مجال الترميم حيث سيتم استعراض بعض البرامج التي يمكن أن تساعد المرمم لتقييم عملية الترميم المومياوات والبقايا الآدمية قبل البدء بها”.
وأوضحت: “سيتم كذلك الاستعانة بالذكاء الاصطناعي، كبعض الكتب، التي يقوم باستخدامها المرممون أو المتخصصون في مجال “الانثروبولوجيا الفيزيقية” لإعادة تركيب الهيكل العظمي سواء داخل الحفائر أو إذا كان بين المخازن”.
وتابعت قائلة: “سوف يكون هناك جهاز به برنامج خاص على جهاز “لاب توب” أو على “ايباد” مع المرمم ليقوم بأخذ بعض الصور للعظام المتوفرة أو الباقية من الهيكل العظمي ثم يقوم المرمم بتركيبها من خلال البرنامج ويقوم بعد ذلك باتباع الخطوات.
وأكدت أنه سيتم خلال فعاليات ورشة العمل التعاون في مجال الاجهزة الحديثة المستخدمة في الفحوص والتحليل والتأريخ الآثار وخاصة المومياوات والبقايا الآدمية التي تساعد في دراسة المواد الاثرية بالطرق العلمية الصحيحة والتعرف علي طبيعة المواد الأثرية.
وأشارت إلى أنه من خلال توصيات الورشة يمكن الوصول إلى أفضل البرامج الحديثة من خلال الذكاء الاصطناعي التي تساعد في توثيق وترميم الآثار وخاصة المومياوات والبقايا الآدمية وأيضا تقييم أعمال الترميم مما يساعد في تطوير اعمال الترميم والصيانة وتبادل الخبرات ووسائل التعلم والخطط والتقنيات التي تعمل علي الارتقاء بأعمال الترميم وتقديم المساعدات من الطرفين للنهوض بالأعمال المشتركة بينهما وعقد الدورات العلمية المشتركة بصفة مستمرة مما يهدف إلي مواكبة التطور العلمي في هذا المجال الحيوي المهم.
وعن استخدامات التقنيات النووية الإشعاعية في مجال الآثار.
وأوضح الدكتور أحمد عاشور أستاذ الفيزياء الإشعاعية وعلوم المواد بهيئة الطاقة الذرية أن “الاشعة المؤينه” هي اشعة ذات طاقه عالية او بالاحرى لها طول موجي قصير، ومن ثم لها قدره نفاذية عالية من خلال المواد التي تسقط عليها، ولذلك تستخدم في تعقيم المواد خاصة المواد الطبية والصيدلانية ولنفس السبب في عملية الحفظ خاصة المواد الغذائية لكي تطيل فترة عمرها والحفاظ عليها ناضجة وطازجة بنفس القيمة الغذائية.
وأكد أن هذه المواصفات للأشعة المؤينه جعل العالم يستغل قيمتها العلمية في حفظ الآثار والتراث مما جعلنا نتجه في هيئة الطاقة الذرية إلى نفس الاستخدام للحفاظ على تراثنا وآثارنا ذات القيمة العالمية.
وقال إنه يمكن تغليف او حفظ المومياوات وغيره في صناديق زجاجيه للعرض وتكون محكمه الغلق، ثم يتم تعريضها لجرعة إشعاعية مناسبة وغير مؤثرة على الأثر بعد إجراء بعض الفحوصات الميكروبيولوجية حتى لا تتعرض للتلف من البيئه المحيطة من الرطوبة والهواء المحمل بالبكتيريا الذي قد يتسبب في فقد الأثر.
وأضاف: “يمكن كذلك إجراء العديد من الدراسات التي تعد اهم تقنيات العلوم الحديثة في الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، ومنها التعرف على اصول المواد ومكوناتها ومن اي الاماكن تم جلبها من مصر خاصة الحجارة والخزف ومواد البناء، كما يمكن تقدير عمر الأثر بأنواعه”.
وتابع: تستخدم “أشعة اكس” في التحليل العناصري، وكذلك التركيب البنائي للمواد، وكذلك استخدام جهاز مطياف الكتلة ذو البلازما المستحثة في التحليل العناصري والنظائري للمواد.
وأوضح أنه يستخدم جهاز الرنين المغزلي الإلكتروني وجهاز الكربون 14 المشع في تقدير عمر الأثر، كما يمكن تقدير عمر التماثيل المصرية القديمة والحجارة والرخام والجرانيت باستخدام جهاز “التي ال دي” الوميض الحراري، وتقنية التحليل بالتنشيط النيوتروني، وكذلك تقنية” البكسي ” في جهاز “التاندم” لدراسة الاصل، واستخدام البلازما في حفظ وصيانة وتنظيف الآثار المعدنية.
ويستهدف البرنامج العلمي المكثف لورشة العمل المهتمين المتخصصين بوزارة الآثار خاصة المرممين في مجال المومياوات والبقايا الآدمية، ويتضمن مجموعة من المحاضرات عن الذكاء الاصطناعي، بالإضافة الى المحاضرات التي سيلقيها المختصون في مجالات الآثار والمومياوات والبقايا الآدمية مثل تخصص الانثروبولوجيا الفيزيقية وتخصص المومياوات حيث تستعرض كيفية إجراء اسعافات أوليه للمومياء،والتعرف على ظروف حفظها.
كما تستعرض المحاضرات اهم التقنيات غير المتلفة لفحص وتحليل المومياوات ،وكيفية الوصول لمرحلة أن تكون المومياء أو البقايا الآدمية في حاله جيدة، بالاضافة الى عرض بعض المواد الأثرية المصاحبة للمومياوات.