02:51 م
الجمعة 03 يناير 2025
دمشق-(د ب أ)
على خلفية فظاعات التعذيب والقتل في سجن صيدنايا السوري سيء السمعة، طالبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ببذل جهود دولية لمحاسبة الجناة.
وقالت بيربوك خلال زيارتها للسجن الواقع بالقرب من العاصمة دمشق إنه لا يمكن إعادة ضحايا نظام الرئيس بشار الأسد، الذين لقوا حتفهم في هذا السجن، للحياة، وأضافت: “لكن يمكننا جميعا المساهمة كمجتمع دولي في ضمان تحقيق العدالة”.
واطلعت بيربوك، برفقة نظيرها الفرنسي جان نويل بارو، على ظروف السجن القريب من العاصمة دمشق من قبل ممثلي منظمة الحماية المدنية السورية “الخوذ البيضاء”.
وذكرت بيربوك أنه من أجل ضمان العدالة وكشف الحقائق، دعمت ألمانيا وأوروبا جهات فاعلة مثل الخوذ البيضاء والأمم المتحدة في جمع أدلة في السنوات الأخيرة، وقالت: “هذا بالضبط ما نريد أن نستمر فيه… لذلك نحن هنا – من بين أمور أخرى – لنوضح أننا ندعم أيضا المواطنين هنا في سوريا فيما يتعلق بمسألة جمع الأدلة والعدالة والكشف عن هذه الجرائم الفظيعة”.
وأضافت بيربوك: “لا يمكن ببساطة أن نتخيل الرعب الذي شهدته بعض الأماكن… لكن الناس مروا بالجحيم هنا بالقرب من العاصمة السورية دمشق. لقد قُتلوا باستخدام أساليب لا يمكن تصورها في عالم متحضر”.
واطلعت بيربوك وبارو رفقة الخوذ البيضاء على غرف التعذيب، من بينها غرفة الضاغط الفولاذي سيئة السمعة، التي يقال إنه كان يتم سحق أفراد بها.
وشكرت بيربوك أفراد الخوذ البيضاء على عملهم، مشيرة إلى أنهم أوضحوا مرارا أن “نظام الأسد هو نظام تعذيب مزدرٍ للإنسانية ولا يمكن التطبيع معه”.
ويعتبر سجن صيدنايا من أسوأ السجون العسكرية سمعة منذ عهد الرئيس بشار الأسد. وفي اللغة الدارجة كان يطلق عليه اسم “المسلخ”. ومنذ عام 2011 وثّق نشطاء حقوق الإنسان عمليات إعدام جماعية ممنهجة وتعذيب واختفاء لآلاف السجناء هناك.
ووصلت بيربوك ونظيرها الفرنسي إلى دمشق في وقت سابق من صباح اليوم للقاء قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، وهي أول زيارة لهما عقب سقوط نظام الأسد، بحسب ما ذكرته قناة تلفزيون سوريا.
وهبطت طائرة بيربوك، وهي طائرة نقل مروحية تابعة للجيش الألماني من طراز “إيه 400 إم”، في مطار العاصمة دمشق صباح اليوم.
ونيابة عن منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، تعتزم بيربوك وبارو إجراء محادثات مع ممثلي الحكومة الانتقالية السورية.
وقبيل توجهها إلى دمشق، حددت بيربوك شروطا للحكام الفعليين الجدد في سوريا لاستئناف العلاقات مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي. وقالت بيربوك: “لا يمكن أن تكون هناك بداية جديدة إلا إذا أفسح المجتمع السوري الجديد لجميع السوريين – نساء ورجال وبغض النظر عن المجموعة العرقية أو الدينية – مكانا في العملية السياسية، ومنحهم حقوقا ووفر لهم الحماية”، مضيفة أن هذه الحقوق يجب حمايتها و”لا ينبغي تقويضها عبر فترات طويلة للغاية لحين إجراء انتخابات أو اتخاذ خطوات لأسلمة نظام القضاء أو التعليم”.
أما الوزير الفرنسي، فقد كتب على منصة “إكس” اليوم الجمعة: “معا، فرنسا وألمانيا، نقف إلى جانب السوريين، في كلّ أطيافهم”، مضيفا أن البلدين يريدان “تعزيز انتقال سلمي وفعال لخدمة السوريين ومن أجل استقرار المنطقة”.