03:04 م
الثلاثاء 13 فبراير 2024
كتب- مصراوي:
عقدت السفيرة سها جندي وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، لقاء مهما مع أعضاء ورموز الجاليات المصرية في منطقة القرن الإفريقي، بدول الصومال وجيبوتي وإثيوبيا؛ للاطمئنان على أوضاعهم وللتأكيد على أن الدولة المصرية حريصة على متابعة جميع أبنائها في كل بقاع الأرض.
وذكر بيان لوزارة الهجرة اليوم الثلاثاء أنه شارك في اللقاء ضمن مبادرة “ساعة مع الوزيرة”، عبر الفيديو كونفرانس، سفير مصر لدى إثيوبيا ومندوبها الدائم في الاتحاد الإفريقي الدكتور محمد جاد، وسفير مصر لدى جمهورية الصومال محمد الباز، وسفير مصر لدى جيبوتي خالد الشاذلي، والمستشار الاستراتيجي لنائبة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي السفير عمرو الجويلي، ومساعد وزيرة الهجرة لشئون الجاليات السفير عمرو عباس.
وأكدت سها جندي، خلال اللقاء، أن جميع المصريين بالخارج يمثلون نفس القدر من الأهمية بالنسبة لوزارة الهجرة، دون النظر إلى عدد وحجم الجالية، لذلك تحرص الوزارة على التواصل المباشر والفوري مع الجاليات المصرية في كل المناطق، للاطمئنان على أوضاعهم في ظل الظرف الراهن، ومعرفة احتياجاتهم ومتطلباتهم والعمل على تلبيتها بالشكل المناسب.
وشددت وزيرة الهجرة على أن القارة الإفريقية لها أولوية قصوى، وأن الاهتمام والدعم المصري لقارتنا الأم مستمر، وهو ما تحرص عليه القيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي، مشيرة إلى استراتيجية الوزارة التي تستهدف التواصل المباشر مع كافة شرائح المصريين بالخارج، والتي تسعى من خلالها لحل أي مشكلات أو تحديات تقابلهم؛ حيث تمثل “مبادرة ساعة مع الوزيرة” واحدة من ركائز هذه الاستراتيجية، لافتة إلى أنه تم تنفيذ نحو 65 اجتماعًا افتراضيًا في إطار المبادرة، من أجل التواصل المستمر والفاعل والوصول لأكبر عدد من الجاليات في كل دول العالم.
وحرصت الوزيرة على استعراض مجموعة المحفزات التي عملت عليها وزارة الهجرة خلال الفترة الماضية لصالح مواطنينا بالخارج، مؤكدة حق المصريين بالخارج للحصول على الكثير من المحفزات، والسعي الدائم لتحقيق أكبر كم منها بما يخدم مصالحهم، مشيرة إلى قانون إعفاء سيارات المصريين بالخارج من كافة الجمارك والرسوم، وحرص الدولة المصرية على استفادة مواطنيها بالخارج من هذا القانون.
وأعربت عن سعادتها بأن عددا من المصريين في منطقة القرن الإفريقي قد استفادوا من القانون، حيث تم تذليل عدد من المشاكل التي كانوا يعانونها وعلى رأسها السماح للجاليات في الدول التي لا تسمح للمصريين بفتح حسابات ويتم تحويل مرتباتهم بالدولار أو العملة الصعبة مباشرة إلى مصر، أن يتم ربط الوديعة من الحساب الذي يتم تحويل المرتب عليه في مصر، بعد الحصول على ورقة موثقة من السفارة تشهد بذلك، بجانب إمكانية شراء السيارات من المناطق الاقتصادية الحرة في مصر أو من أي دولة أخرى، طالما كانت عجلة قيادة السيارة المشتراة على اليسار.
وتحدثت الوزيرة أيضاً عن شركة المصريين بالخارج للاستثمار، وآليات التحويلات بطرق غير مباشرة، من بينها شهادات الادخار البنكية بالعملة الصعبة بعوائد هي الأعلى في العالم، ووثيقة المعاش بالدولار “معاشك بكره بالدولار”، والاستفادة من تخفيضات تذاكر الطيران، وتوفير وحدات وأراض سكنية بتخفيض 25٪ بالدولار، بالإضافة إلى “مبادرة التسوية التجنيدية” لتسوية الحالة التجنيدية للمصريين بالخارج، من سن 19 إلى 30 سنة، والتي أحدثت أثرًا كبيرا لدى الشباب الذين استفادوا بها، وبرامج التأمينات الاجتماعية مع هيئة التأمينات والمعاشات والتي يمكن المشاركة بها حتى للعمالة غير النظامية، وغيرها الكثير من الآليات البديلة لخدمة المصريين في الخارج بالعملة الصعبة والتي استحدثت وفقاً لاحتياجات المصريين.
وتابعت وزيرة الهجرة أنه يجري التنسيق مع وزارة الإسكان لطرح مرحلة جديدة من الوحدات السكنية الجديدة والأراضي ضمن مشروعات “بيت الوطن”، وتخصيص قطع ووحدات متميزة للمصريين بالخارج، منوهة بجهود الوزارة بالتعاون مع وزارة الاتصالات لإصدار وإطلاق أول تطبيق إلكتروني للمصريين بالخارج، يجمع كل هذه الخدمات والمزايا التي تقدم لهم من مختلف الجهات وإضافة كل جديد يخدم المصريين إليه، والمتوقع الانتهاء منه خلال الأيام المقبلة.
وأبرزت سها جندي تحركات ومساعي وزارة الهجرة بالتعاون مع الجهات المعنية لبحث سبل وضع آلية لسرعة نقل الأوراق الثبوتية للجاليات المصرية بالخارج، للتيسير على المصريين بالخارج وتلبية طلباتهم في هذا الإطار، من خلال خدمات البريد السريع مقابل تحصيل رسوم إضافية بالعملة الأجنبية، إلى جانب الحقائب الدبلوماسية والتي قد تستغرق شهورا حتى يتم إتاحة هذه الأوراق للمصريين بالخارج.
وأكدت السفيرة سها جندي، اهتمامها الشديد بمركز وزارة الهجرة لشباب المصريين بالخارج “ميدسي” وحرصها على إدارة هذا الملف، في إطار الدور المنوط بالوزارة في ربط شباب الدارسين المصريين بالخارج بوطنهم والعمل على تلبية احتياجاتهم والاستفادة من خبراتهم.
ونوهت بدور ممثلي المركز في التعامل ومساعدة ذويهم في مناطق الصراع المختلفة وإنقاذ أرواح الشباب المصري، في مناطق النزاعات المسلحة مثل أوكرانيا وروسيا والسودان، والكوارث البشرية مثل تركيا وسوريا والمغرب وليبيا.
وسلطت الضوء على مبادرة “إحياء الجذور” والتي تستهدف الاحتفاء بالجاليات الأجنبية التي عاشت وتعيش في مصر حتى الآن، بجانب الاستمرار في تنفيذ المبادرة الرئاسية “اتكلم عربي” للحفاظ على الهوية المصرية والعربية وتعزيز وترسيخ روح الانتماء لدى الأجيال المصرية الناشئة بالخارج، وإطلاق المرحلة الثانية من المبادرة تحت عنوان “جذورنا المصرية” لتسليط الضوء على أبرز المعالم والشخصيات والأماكن المصرية عبر التاريخ وتنظيم معسكرات للأطفال المصريين بالخارج وكذلك في المدارس الدولية بمصر لحث هؤلاء الأطفال على الاعتزاز بهويتهم المصرية.
ولفتت وزيرة الهجرة، إلى جهود الوزارة في الملف الخاص بمكافحة الهجرة غير الشرعية، من خلال عدة طرق، ومنها التوعية وكذلك التدريب من أجل التشغيل، عبر المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج، الذي يعمل على تدريب وتأهيل الشباب المصري لسوق العمل الأوروبية وفقا لأعلى المعايير والمستويات العالمية، وبما تتطلبه احتياجات سوق العمل الأوروبية، فضلا عن التطلع إلى توسيع هذه الفكرة وتطبيقها مع عدد من الدول.
وأثنت وزيرة الهجرة على دور الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية في إفريقيا، باعتبارها من القوى الناعمة المصرية الهامة بالخارج، التي أثرت تأثيرا كبيرا في شعوب القارة كافة، مما تقدمه من خدمات طبية واجتماعية واسعة النطاق.
من جانبه، قال سفير مصر في إثيوبيا، “إننا نلاحظ ونلمس جهدا غير مسبوق لوزارة الهجرة خلال هذه الفترة الماضية ونقدر اهتمامها الشديد بالجالية المصرية في القرن الإفريقي وسط التحديات الكبيرة التي تشهدها الجاليات المصرية في عدد من الدول هناك”.
وأوضح أن الجالية المصرية بإثيوبيا بها عدد كبير يعمل بالاتحاد الإفريقي والمنظمات الدولية، علاوة على الدور البارز والمحوري لأعضاء الجالية فيما يتعلق بالعمل المجتمعي والقوافل الطبية، معتبرا أن هذه هي المرة الأولى التي ينعقد فيها مثل هذا اللقاء خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها منطقة القرن الإفريقي، مشيدا بدور الكنيسة المصرية في الحفاظ على روابط إيجابية بأثيوبيا وما تقدمه من مساعدات إنسانية وقوافل طبية لها دور متميز في تحسين الحالة الطبية للمواطنين هناك.
من جهته، أعرب سفير مصر في الصومال، عن شكره لوزيرة الهجرة، لحرصها على التواصل المستمر والدائم مع المصريين بالخارج، لتقديم كافة الخدمات للجالية المصرية في كل دول العالم، مشيراً إلى أهمية البعثة التعليمية والأزهرية ومكانتها بين الجالية المصرية في الصومال، فضلا عن دورها المحوري المهم والمؤثر في المجتمع الصومالي رغم الظروف الصعبة التي يعملون في إطارها.
بدوره، أوضح سفير مصر في جيبوتي، أن دولة جيبوتي لها أهمية كبرى بالنسبة لمصر خاصة موقعها الاستراتيجي في منطقة القرن الإفريقي، مشيرا إلى أنه وعلى الرغم من صغر الجالية المصرية في چييوتي، إلا أنها مؤثرة للغاية، ويعملون في أماكن حيوية ومواقع متميزة ولهم تواجد واسع في قطاع السياحة والفندقة حيث يدير المصريون أكبر وأهم الفنادق هناك، بجانب البعثة الأزهرية ذات الدور المتميز هناك أيضاً.
فيما، قال المستشار الإستراتيجي لنائبة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، إن الاتحاد الإفريقي يهتم بما يسمى بدول المهجر أو الشتات الإفريقي، مستعرضًا عددا من المبادرات لتعزيز التواصل مع المهاجرين الأفارقة، وموضحاً أنه من الممكن في إطار مساهمة مصر في أنشطة الاتحاد، أن يكون لدينا دور في استضافة هذه الاجتماعات، نظرا للتجربة المصرية المتميزة في إطار الهجرة والمهاجرين، ولترتيب مصر المتقدم في استقبال تحويلات المصريين بالخارج.
وفي ختام اللقاء تم الاتفاق على مخاطبة وزارة الطيران المدني بشأن اعادة فتح خط التشغيل القديم من الصومال وجيبوتي، وكذلك دراسة المعوقات المتعلقة بالتحويلات المالية للمصريين في هذه الدول مع الجهات المعنية، وبحث الحلول المتاحة في هذا الجانب، ومخاطبة وزارة الخارجية حول التعنت في مسألة منح التأشيرات بالنسبة للمصريين الراغبين في التوجه لإثيوبيا للعمل أو زيارة أهالي المصريين العاملين هناك.