01:07 م
الأحد 25 أغسطس 2024
كتب – محمود مصطفى أبوطالب:
أكد الدكتور عبد اللطيف آل شيخ، وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، أن الإسلام قد عني بالمرأة عناية فائقة لم يشهد لها التاريخ مثيلا، فقد بيّن الله جل شأنه في كتابه الكريم، ورسوله صلى الله عليه وسلم في سنته، حقوقها وواجباتها وحفظ الإسلام كرامتها وأمر ببرها أمّاً وصيانتها أختا وبنتا والقيام بحقوقها زوجة وشريكة في بناء الأسرة التي يقوم عليها بنيان المجتمع.
وأشار وزير الشؤون الإسلامية، خلال كلمته في فعاليات اليوم الأول للمؤتمر الدولي الـ 35 للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية “دور المرأة في بناء الوعي”، الأحد، إلى أن المتأمل في النصوص الشرعية يجد فيها رقي التعامل مع المرأة والأمر بالقيام عليها دون تعسف أو ظلم،منبهاً معاليه بعدم جواز تنزيل الممارسات الشخصية أو الأعراف والتقاليد المجتمعية التي فيها ظلم أو تعسف ضد المرأة على أنها تعاليم الإسلام وآدابه، بل هي ممارسات جرّمها الإسلام ونهى عنها.
و قال: “في المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل وبدعم ومتابعة من ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز نفاخر بتجربتنا في هذا الميدان”.
وأوضح أن المملكة حفظت حقوق المرأة وكرمت ونالت نصيبها في التعليم والصحة والحقوق المالية والفرص الوظيفية والقيادية، وهي اليوم تنافس في ميادين البناء لهذا الوطن المعطاء في جميع المجالات داخل وخارج المملكة بفضل من الله ثم بجهود ولي العهد الذي يعمل ليل نهار لبناء وطن حضاري متقدم في شتى المجالات ومن ذلك تقديم كل أنواع الدعم للمرأة حيث تبوأت مناصب قيادية عليا وصلت الى أعلى المراتب والمناصب، مستعرضاً عدداً من النماذج البارزة والمشرقة التي حققتها المرأة السعودية في مختلف المجالات سواء الحكومية أو العلمية، أو الطبية، وفي مجال الفضاء، وكذلك في مجال حقوق الإنسان، وعلى مستوى السفراء، و في المحافل والمنظمات الدولية وأيضاً على مستوى مجلس الشورى، وأيضاً في المجالات الاقتصادية.
وأشار إلى أن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية، تعمل على تمكين المرأة في كافة قطاعاتها حيث تم تعيين أول وكيلة للوزارة في منصب وكيلة الوزارة للتخطيط والتحول الرقمي كأول منصب قيادي على مستوى الوزارة منذ إنشائها قبل نحو 30 عاماً، كما تم خلال السنوات الخمس الماضية تعيين قرابة 6 آلاف امرأة في مختلف الوظائف القيادية والادارية، منها تعيين نحو 1300 داعية وواعظة لمخاطبة المرأة، وذلك إيمانا بأهمية دور المرأة في البناء والتنمية وتماشيا مع تحقيق رؤية المملكة 2030، وتمكينها من أداء رسالتها الدعوية والإدارية من خلال المشاركة الفاعلة في الدروس العلمية والدعوية وغيرها ، معتبراًً معاليه أن المرأة شريك مهم في صيانة الفكر ونشر منهج الوسطية والاعتدال وأنها هي اللبنة الأساس والركيزة المهمة في التصدي للفكر المتطرف الذي يروج له تجار الحروب والفتن.
وأضاف أن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المملكة، من خلال أشرافها على منابر الجمعة ومناشط الدعاة وبرامجها المختلفة، سعت إلى حفظ حقوق المرأة وصيانتها وبيان منهج الإسلام في تكريمها ودورها الريادي في المجتمع، مؤكداً أن منابر الجمعة في المملكة خالية 100% من أي فكر يدعو إلى التطرف بأي شكل من أشكاله، وأنها منابر بناء وتميز في مخرجات الطرح بما يتوافق مع الكتاب والسنة وما يوحد الصف الإسلامي ويراعي حقوق ولاة الأمر ويحفظ للمرأة المسلمة حقوقها التي كفلتها لها الشريعة السمحاء.
وأكد أن هذا المؤتمر جاء ليبرهن للجميع حرص المعنيين بالشأن الإسلامي على الدور الكبير للمرأة المسلمة، وبيان ما ينبغي أن تكون عليه لبناء مجتمع إسلامي شعاره العدل والرحمة والتسامح والتمسك بالقيم الإسلامية الفاضلة، لتسهم في بناء مجتمع يسوده الوعي والرقي والتقدم والسلام، وتثبت جدارتها ودورها في بناء الوطن والحفاظ على مكتسباته.
وقدم وزير الشؤون الأسلامية والدعوة والإرشاد الشكر والتقدير لراعي المؤتمر، الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء المهندس مصطفى مدبولي على اهتمامه ومتابعته لهذا المؤتمر و مخرجاته ولوزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري على حسن التنظيم والإعداد لهذا المؤتمر المهم في موضوعه ومحاوره وتوقيته، كما قدم شكره لجميع المشاركين في هذا المؤتمر متمنياً أن يخرج المؤتمر بتوصيات تنعكس على أرض الواقع في تعزيز رسالة المرأة المسلمة، وإعدادها لتكون عنصرا فاعلا يبني الأسرة ويحافظ على قيم المجتمع الفاضلة، ويسهم في تحقيق التقدم والرقي في ظل وسطية واعتدال الإسلام ورحمته سماحته.