05:40 م
الخميس 07 سبتمبر 2023
غزة – (د ب أ)
وصل دبلوماسي قطري ليل الأربعاء/الخميس إلى غزة في محاولة للتوسط لنزع فتيل توتر محتمل بين حركة حماس وإسرائيل في القطاع الساحلي.
وأفادت وكالة الصحافة الفلسطينية “صفا” بأن رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة السفير محمد العمادي دخل إلى القطاع عبر حاجز (بيت حانون/إيرز) الخاضع للسيطرة الإسرائيلية.
ولم تعلق اللجنة القطرية على وصول العمادي أو جدول أعماله بما في ذلك إمكانية أن يكون التقى مسؤولين إسرائيليين قبل وصوله غزة أو احتمال الترتيب ذلك بعد الزيارة.
لكن مصدرا فلسطينيا قال، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن زيارة المسؤول القطري “جاءت في وقت حرج في محاولة لمنع توتر بدا قريبا”، مضيفا أن الوساطة القطرية “ذات تأثير مهم في ظل الوضع الاقتصادي السيء جدا في غزة”.
إذ أعلنت إسرائيل قبل يومين منع الصادرات من قطاع غزة حتى إشعار آخر على إثر ما قالت إنها أحبطت محاولة “تهريب مواد متفجرة” من القطاع إلى الضفة الغربية عبر معبر (كيرم شالوم/كرم أبو سالم) التجاري مخبأة داخل ملابس تحمل علامات تجارية عالمية.
ونددت جهات رسمية وتجارية في غزة بالقرار وقالت إنه يهدد بتوقف 100 مصنع عن العمل، وتسريح نحو خمسة آلاف عامل وخسائر شهرية قد تصل إلى ثلاثة ملايين دولار.
ويعتبر معبر (كيرم شالوم/كرم أبو سالم)، المنفذ التجاري الوحيد للقطاع منذ فرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة ،الذي يقطنه ما يزيد عن مليوني نسمة ويعانون من معدلات قياسية من الفقر والبطالة.
وبحسب إحصائيات محلية، يتم تصدير ما بين 350 إلى 400 شاحنة شهرياً من قطاع غزة إلى الخارج خاصة أسواق الضفة الغربية.
بموازاة ذلك، عادت الاحتجاجات الشعبية قرب السياج الفاصل مع إسرائيل شرق قطاع غزة أيام الجمعة خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة وسط رصد لتصعيد تدريجي في حدة المواجهات.
ولم تعلن حركة “حماس”، التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007، علنا عن استئناف التظاهرات الشعبية قرب السياج الفاصل مع إسرائيل بعد توقفها منذ نحو عامين باستثناء إحياء المناسبات الوطنية.
وهدد مسؤول في حماس ، في اتصال هاتفي لـ (د.ب.أ) قبل أيام، أن الحركة بالتوافق مع الفصائل عازمة على تصعيد الاحتجاجات قرب السياج الفاصل “إسنادا للمقاومة في الضفة الغربية ودعما للمقدسات والأسرى الفلسطينيين”.
وأضاف المسؤول أن تحضيرات واتصالات تتم لمزيد من الحشد الشعبي وتصعيد الفعاليات في الاحتجاجات الشعبية بهدف الضغط على إسرائيل بما في ذلك المطالبة بتحسين الأوضاع الإنسانية في غزة.
وتكتسب زيارة العمادي إلى غزة بعدا أخر مهما في ظل شكوى حماس من تقليص قطر بشدة ما تقدمه من أموال لصالح صرف رواتب موظفي الحركة في إطار منحتها الشهرية للمساعدات الإنسانية في قطاع غزة.
وقطر التي كانت تخصص مبلغ 10 ملايين دولار لصالح رواتب موظفي حماس قلصت المبلغ منذ نحو ستة أشهر إلى ثلاثة ملايين فقط، كما أن هناك حالة من عدم انتظام الدفع في الشهور الثلاثة الأخيرة ولم تصرف إلا مرة واحدة.
ولم تعلق حماس أو قطر علنا بشأن المنحة المالية المخصصة من الدوحة لرواتب موظفي الحركة ، لكن مصادرها تحدثت عن استياء قطري من حماس على خلفية تقاربها مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد مجددا بعد قطيعة استمرت لسنوات.
وكانت قطر تصرف منحة مالية تصل إلى 30 مليون دولار بشكل شهري تقريبا كمساعدات إنسانية لصالح قطاع غزة تم بموجب تفاهمات رعتها الدوحة ومصر بين إسرائيل وحماس منذ أعوام لدعم الهدوء في غزة.
وقال مصدر في حماس إن الحركة بصدد الضغط على كافة الأطراف المعنية لوقف “التضييق المالي الكبير” ضد قطاع غزة.
وهددت إسرائيل مؤخرا باستهداف قادة حماس لاسيما نائب رئيس مكتبها السياسي في الخارج صالح العاروري على خلفية تصاعد الهجمات ضد أهداف إسرائيلية في الضفة الغربية.
وجاهرت حماس في الأشهر الأخيرة بتبني المسؤولية عن هجمات قتل فيها إسرائيليون بالضفة الغربية وداخل إسرائيل.
ومنذ مطلع العام الجاري، استشهد أكثر من 220 فلسطينيا غالبيتهم برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية وشرق القدس بما يتجاوز العدد الكلي للفلسطينيين الذين ارتقوا العام الماضي كله حيث كان العدد 155، في أكبر حصيلة مسجلة منذ عام 2005.
في المقابل قتل 36 إسرائيليا في هجمات فلسطينية بالمقارنة مع ستة قتلوا خلال الفترة المقابلة من العام 2022.
وخاضت حماس ثلاث حروب رئيسية مع إسرائيل منذ عام 2008 إلى 2021 فضلا عن عدد كبير من جولات التوتر.