03:23 م
الأحد 13 أغسطس 2023
نيامي – (ا ف ب)
تتواصل المساعي لإيجاد حل للأزمة في النيجر حيث وصل وفد من رجال دين نيجيريين السبت إلى العاصمة نيامي والتقى قادة الانقلاب الممسكين بالسلطة منذ 26 يوليو الماضي. فيما تلقى الرئيس محمد بازوم المحتجز في مقر إقامته الرسمي “زيارة من طبيبه” السبت، وفق أحد أقاربه الذي قال “إنه بخير بالنظر إلى الوضع”.
في مسعى للتوصل إلى حل في النيجر، قام وفد من قادة دينيين مسلمين نيجيريين بزيارة إلى نيامي للتحدث إلى الانقلابيين الذين رفضوا الثلاثاء استقبال وفد من الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس” والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.
وتأتي هذه الزيارة بينما تواصل “إيكواس” منح الأولوية لحل دبلوماسي للأزمة، بعدما كانت قد أعطت موافقتها على نشر قوة تدخل لإعادة بازوم إلى منصبه.
وإلى ذلك، التقى الوفد رئيس الوزراء المدني المعين حديثا علي محمد الأمين زين، ولاحقا قائد المجلس العسكري الجنرال عبد الرحمن تشياني، وفق ما أفاد التلفزيون الوطني للنيجر.
هذا، وأكد مصدر مقرب من الوفد لوكالة الأنباء الفرنسية أن “مهمة الوساطة” ترمي إلى “تهدئة التوترات التي أثارها احتمال التدخل العسكري لإيكواس”.
ومن جهتها، قالت وكالة الأنباء النيجرية إن الوفد “التقى في بداية الأسبوع في أبوجا الرئيس الحالي” لإيكواس رئيس نيجيريا بولا تينوبو، لمحاولة التوسط بين المنظمة والانقلابيين.
يحدث هذا في ظل ارتفاع أصوات برلمانيين وقادة سياسيين في نيجيريا يطالبون الرئيس بولا تينوبو بإعادة النظر في التدخل العسكري المحتمل من دول غرب أفريقيا في النيجر لإعادة النظام الدستوري.
ويذكر أن وصول الوفد لنيامي يأتي غداة إرجاء “إيكواس” اجتماعا مهما كان مقررا السبت حول نشر قوة التدخل.
وكان يفترض أيضا أن يلتقي قادة أركان جيوش دول الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في العاصمة الغانية أكرا من أجل تقديم المشورة لقادة المنظمة بشأن “أفضل الخيارات” في ما يتعلق بقرارهم تفعيل ونشر “قوتها الاحتياطية”.
لكن، وبحسب مصادر عسكرية إقليمية، تم تأجيل الاجتماع “لأسباب فنية” من دون الكشف عن موعد جديد.
وكان وزير خارجية النيجر حسومي مسعودو قد كتب السبت على منصة إكس (تويتر سابقا) أن “الخيار العسكري الذي تدرسه إيكواس جديا ليس حربا على النيجر وشعبها، بل عملية أمنية ضد من يحتجز الرهائن وشركائه”.
بازوم “بخير بالنظر إلى الوضع”
هذا، وتلقى رئيس النيجر محمد بازوم المحتجز في مقر إقامته الرسمي “زيارة من طبيبه” السبت.
ويُحتجز محمد بازوم (63 عاما) مع عائلته منذ الانقلاب في الإقامة الرئاسية بالعاصمة.
وقال أحد أقاربه لوكالة الأنباء الفرنسية إن “رئيس الجمهورية تلقى زيارة من طبيبه اليوم” السبت الذي “أحضر له طعاما”، وكذلك لنجله وزوجته المحتجزَيْن معه، مضيفا “إنه بخير بالنظر إلى الوضع”.
وكان عدد من ممثلي المنظمات والدول الحليفة للنيجر قبل انقلاب 26 تموز/يوليو، قد أعربوا عن قلقهم بشأن ظروف الاحتجاز والحالة الصحية للرئيس المعزول.
وعبّر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد الجمعة عن “قلقه الشديد” حيال “تدهور ظروف احتجاز” بازوم. ورأى أن “مثل هذه المعاملة لرئيس منتخب ديمقراطيا من خلال عملية انتخابية قانونية غير مقبولة”.
ومن جهته، أبدى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن “استياءه” من رفض العسكريين الإفراج عن بازوم وعائلته “كبادرة حسن نية”.
أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس فصرح الأربعاء أنه “قلق جدا” بشأن “الظروف المعيشية البائسة التي يقال إن الرئيس بازوم يعيش في ظلها مع عائلته”، وفق بيان صادر عن الأمم المتحدة.
ومن جانبها، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش التي تحدثت مع بازوم إن معاملته وعائلته “غير إنسانية وقاسية”.
“فلتسقط فرنسا.. فلتسقط إيكواس”
وتجمع آلاف من أنصار الانقلابيين في النيجر الجمعة قرب القاعدة العسكرية الفرنسية في العاصمة نيامي، حيث هتف المتظاهرون خلال التجمّع “فلتسقط فرنسا، فلتسقط إيكواس”، وذلك غداة قمة “إيكواس” التي انتهت بالموافقة على تدخل عسكري محتمل في النيجر.
كما رفع المتظاهرون أعلاما روسية ونيجرية، مؤكدين دعمهم للعسكريين الذي استولوا على السلطة، وخصوصا قائدهم الجنرال عبد الرحمن تياني.
ويذكر أنه منذ الانقلاب، يستهدف العسكريون فرنسا بشكل خاص، متهمين إياها بأنها كانت وراء قرار دول غرب أفريقيا تفعيل “قوة الاحتياط” لديها تمهيدا لنشرها في النيجر لإعادة النظام الدستوري، من دون الكشف عن جدول زمني محدد للتدخل.
وللعلم، تنشر فرنسا في النيجر نحو 1500 من جنودها بهدف دعم القوات المسلحة النيجرية في التصدي للمجموعات الجهادية.
ومن جانبهم، يعتبر الانقلابيون أن “إيكواس” منظمة “تعمل لحساب” فرنسا، واتهموا باريس الأربعاء بانتهاك المجال الجوي المغلق للنيجر، مؤكدين أن طائرة عسكرية فرنسية أتت من تشاد وأن الجيش الفرنسي “حرر إرهابيين”، وهو اتهام نفته فرنسا بشدة.
وتجدر الإشارة إلى أنه ليست كل دول غرب أفريقيا معارضة للسلطات الجديدة في النيجر، فقد أعلنت كل من مالي وبوركينا فاسو المجاورتين وحيث تتولى السلطة حكومتان عسكريتان استولتا على الحكم عبر انقلابيْن، أن أي تدخل عسكري سيمثل “إعلان حرب” عليهما.
هذا، وأفاد مستشار في الرئاسة المالية طلب عدم الكشف عن هويته، أن وزير الدفاع النيجري الجديد الجنرال ساليفو مودي قام بزيارة قصيرة إلى مالي الجمعة.
وبدورها، أعربت روسيا مجددا الجمعة عن رفضها أي تدخل عسكري في النيجر “يمكن أن يؤدي إلى مواجهة طويلة الأمد في هذا البلد الأفريقي وإلى زعزعة حادة للاستقرار في منطقة الصحراء والساحل بأسرها”.