01:35 م
الأربعاء 14 أغسطس 2024
أوكرانيا – (أ ش أ)
قال مسؤولون أمريكيون إن روسيا تقوم بسحب بعض قواتها العسكرية من أوكرانيا ردا على هجوم أوكراني على الأراضي الروسية، وهي أول إشارة إلى أن حرب كييف تجبر موسكو على إعادة ترتيب قواتها .
وقال المسؤولون -حسبما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال في مقال حصري أوردته اليوم الأربعاء- إن الولايات المتحدة لا تزال تسعى إلى تحديد أهمية التحرك الروسي ولم يذكروا عدد القوات التي تقدر الولايات المتحدة أن روسيا ستنقلها. لكن التقييم الأمريكي الجديد يعزز مزاعم المسؤولين الأوكرانيين الذين قالوا إن التوغل المفاجئ في إقليم كورسك الأسبوع الماضي أدى إلى سحب قوات روسية بعيدا عن أوكرانيا حيث تسمح الميزة التي تتمتع بها موسكو في القوى البشرية والمعدات لها بالتقدم في عدة أماكن.
وفي الوقت نفسه، أرسلت أوكرانيا دبابات ومركبات مدرعة أخرى لتعزيز القوات التي باغتت الكرملين بالاستيلاء على جزء من الأراضي الروسية.
وتقدمت القوات الأوكرانية مسافة 20 ميلا على الأقل داخل الأراضي الروسية منذ شن الهجوم المفاجئ الأسبوع الماضي، لتجتاز بسرعة الحدود التي لا تتمتع بحماية كافية. وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته العسكرية والأمنية بطرد جيش كييف، غير أن روسيا تكافح من أجل رد متماسك.
واشارت وول ستريت جورنال إلى أنه في يوم الثلاثاء، رفع جندي أوكراني قبضته وهو يركب دبابة باتجاه الحدود الروسية. كما تحركت معدات ثقيلة وشاحنات محملة بأخشاب تستخدم لتعزيز المخابئ والخنادق بنفس الطريقة. وفي الاتجاه المعاكس، مرت شاحنة صغيرة تحمل ستة من السجناء الروس بشريط لاصق يغطي أعينهم. وقال القائد العسكري الأعلى في أوكرانيا إن القوات الأوكرانية تتقدم وسيطرت على 74 بلدة وقرية روسية .
ونسبت الصحيفة إلى الكولونيل جنرال أوليكساندر سيرسكي قوله للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مكالمة فيديو تم بثها عبر الإنترنت: “هناك معارك عبر خط المواجهة “.
من جانبها ، قالت وزارة الدفاع الروسية أمس الثلاثاء أنها ألحقت خسائرا فادحة بالقوات الأوكرانية المشاركة في العملية، والتي ألقى بوتين باللوم فيها على داعمي أوكرانيا في الغرب بقيادة الولايات المتحدة.
وقالت إدارة بايدن إنها لم تتلق تحذيرا مسبقا بشأن العملية وسعت في الأيام الأخيرة إلى فهم أهداف أوكرانيا، في حين رأى أحد المسؤولين الأمريكيين إن كييف أخبرت الولايات المتحدة أنها كانت تبحث عن فرص لاستغلال الثغرات في الخطوط الروسية. وقال المسؤول إن أوكرانيا كانت تأمل أيضا أن يجبر التوغل روسيا على سحب قواتها من أوكرانيا وهو ما حدث في اليوم الماضي أو نحو ذلك.
وقال ميخايلو بودولياك المستشار الرئاسي الأوكراني إن روسيا “متأكدة من أن أراضيها غير قابلة للانتهاك بشكل غير رسمي، ولن يدمر أحد الخدمات اللوجستية والبنية التحتية للحرب” هناك. “اليوم، تظهر أوكرانيا أن هذا ليس هو الحال”.
وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن روسيا استخدمت منطقة كورسك لشن ضربات جوية ومدفعية على أوكرانيا وكذلك لدعم توغلها في مقاطعة خاركيف الأوكرانية. وقال بودولياك في منشور على X أن العمليات البرية كانت إحدى الطرق لتدمير البنية التحتية للحرب الروسية. وأشار إلى أن الطريقة الأخرى تمثلت استخدام صواريخ بعيدة المدى من النوع الذي قدمه الغرب ولكن لم يتم الموافقة عليه للاستخدام ضد الأراضي الروسية.
ورأت الصحيفة من جانبها أن التوغل يظهر لشركاء كييف أن أوكرانيا لا تزال قادرة على الرد على روسيا بعد هجوم مضاد فاشل في العام الماضي. ولم تستعد القوات الأوكرانية أراضي كبيرة منذ العام الأول من الحرب، عندما شنت هجوما مضادا مفاجئا في منطقة خاركيف الشمالية وطردت القوات الروسية من خيرسون في الجنوب.