04:23 م
الخميس 08 أغسطس 2024
كتب ـ محمود عجمي:
في رحلة مليئة بالآلام والمتاعب، هربت السيدة العذراء مريم، وطفلها المسيح عيسى عليه السلام من بطش الرومان والملك هيرودس في فلسطين وجاءوا إلى مصر، لتملأ الأرض بركة وبارك الله شعب مصر بمرورهم.
وصلت العائلة المقدسة إلى جبل أسيوط الغربي، حيث احتمت داخل مغارة في حضن الجبل، هذه المغارة أصبحت فيما بعد جزءًا من دير السيدة العذراء بدرنكة، الذي يُعتبر من أهم المحطات في مسار رحلة العائلة المقدسة.
وخلال فترة الاحتفالات بصيام العذراء مريم، التي تمتد من 7 إلى 22 أغسطس من كل عام، يحرص الآلاف من الزائرين على الإقامة في دير درنكة لنيل البركة والمشاركة في صلوات القداسات الإلهية؛ إذ يردد الزائرون ترانيم مثل “السلام لك يا مريم” و”امدح في البتول”، مما يخلق جوًا من الروحانية والتواصل العميق مع السيدة العذراء والمسيح عيسى عليه السلام.
وداخل مغارة الدير، ينير الزائرون الشموع بجوار أيقونات السيدة العذراء والمسيح، ويطلبون التبرك والدعاء وشفاعة العذراء، كما يستمتعون بالخلوات الروحية مرددين :”السلام لك يا مريم، يا عدرا يا أم النور اظهرى لينا ظهور”.
ويحتوي دير السيدة العذراء بدرنكة على عدد من الكنائس، أقدمها كنيسة المغارة التي يبلغ طول واجهتها نحو 160 مترًا وعمقها 60 مترًا، ويرجع تاريخها لنحو 2500 سنة قبل الميلاد. كما يضم الدير الكثير من الأبنية التي يصل بعضها إلى ارتفاع 5 أدوار، وبها قاعات للخدمات الدينية والاجتماعية والأنشطة الفنية وحجرات الضيافة والإقامة.
ويقع دير السيدة العذراء بجبل أسيوط الغربي على بُعد 10 كيلومترات من مدينة أسيوط، ويرتفع نحو 120 مترًا عن مستوى سطح الأرض الزراعية والنيل، ويمكن الوصول إليه بالسيارة في مدة تتراوح بين 15 إلى 30 دقيقة.
ويُعتبر دير السيدة العذراء بدرنكة من أشهر الأديرة القبطية في مصر والعالم، كونه آخر محطات رحلة العائلة المقدسة، يحتفل الدير بصيام العذراء بحضور مئات الآلاف من المواطنين من مختلف المحافظات ووفود من الدول المختلفة، مما يجعله مكانًا مميزًا للزيارة والتبرك.