01:53 م
الأربعاء 13 سبتمبر 2023
كتب- محمد صفوت:
لا تزال فرق الإنقاذ تواصل عملها في المناطق النائية وتتنقل عبر الطرق الوعرة للبحث عن ناجين وإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة لمنكوبي الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب، وخلف نحو 2900 قتيلاً ومئات المصابين والمفقودين.
انهالت العروض الدولية على المغرب لتقديم المساعدات العاجلة وإرسال فرق إنقاذ متخصصة في مثل تلك الكوارث، رغم ذلك قبلت الرباط 4 عروض فقط حتى الآن، ورفضت العديد من العروض المقدمة من الجارة الجزائر وفرنسا وألمانيا ودول أخرى.
اختار المغرب أن يكون انتقائيًا في قبوله تلك العروض المقدمة من جميع أنحاء العالم، وأوضح في بيان لوزارة خارجيته أنه استجاب في هذه المرحلة بالذات لعروض الدعم من الدول الصديقة.
يقول المغرب إنه يريد الحفاظ على السيطرة ولا يريد المخاطرة بوضع فوضوي محتمل مع دخول عشرات الدول والمنظمات للمساعدة.
حملات شعبية لجمع المساعدات للمتضررين
في المناطق النائية المنكوبة، نظم المغاربة أنفسهم وقسموا الأعمال بينهم ويساعدهم فرق المتطوعين الذين يبحثون عن الناجين تحت الأنقاض بأيديهم العارية ويقدمون المساعدات الغذائية العاجلة عبر قوافل نظمت بمجهودات ذاتية، أو تلك التي أرسلتها السلطات.
وليد ناجح، الشاب الثلاثيني أحد أبناء الحوز الذي يشارك في فرق تطوعية لمساعدة ضحايا الزلزال في المناطق النائية يرى أن التضاريس الصعبة والطبيعة الجغرافية الجبلية، سببًا في صعوبة وصول المساعدات سريعًا إلى عدة مناطق مغربية.
تحدث ناجح، الذي يشارك أبناء بلدته في توزيع المساعدات على الضحايا والبحث عن ناجين، قائلاً: “حتى السلطات حالها كحال المواطنين، بحاجة إلى الوقت للخروج من هول الصدمة إلى الواقع” في إشارة إلى اللحظات الأولى من الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد.
يعتقد الشاب الثلاثيني، أن تأخر المساعدات عن المناطق النائية يرجع إلى حاجة السلطات إلى الوقت لمعرفة احتياجات كل منطقة متضررة وتجهيز المساعدات اللازمة لها وإرسالها.
يقول إن هناك شاحنات ضخمة محملة بالمساعدات تصل من مراكش للأقاليم الأخرى المتضررة من الزلزال، ويتم توزيع المساعدات عبر المروحيات لتصل إلى الأقاليم النائية.
المساعدات تصل ببطء
مواطن مغربي أخر تحدث لـ”مصراوي” شريطة عدم ذكر اسمه، أكد قلة المساعدات المقدمة لمتضرري الزلزال خاصة في المناطق النائية، مشيرًا إلى أن المساعدات عبارة عن مساهمات من مواطنين وبعض المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن الحكومة أو مؤسسات المجتمع المدني لم يقدما أي مساعدات تذكر لمنكوبي الزلزال.
وذكر أن المساعدات تتم بجمع التبرعات من مختلف المدن وتوصيلها إلى المناطق المتضررة ثم يقوم أبناء المنطقة بتوزيع المساعدات على متضرري الزلزال.
ويخشى ناجون في المناطق الجبلية في جبال الأطلس الكبير أن يكونوا قد تُركوا لمصيرهم في مواجهة حجم الدمار والمساعدات التي تصل ببطء.
المغرب وطن الفقراء
وفي مدينة وارزازات على بعد 225 كيلومترًا من إقليم الحوز، أطلق مواطنون مغاربة حملات لجمع المساعدات الغذائية والأدوية وللتبرع بالدم، لسكان إقليم الحوز الذي أتى الزلزال على أغلب مناطقه.
يقول مهدي المنصور مواطن مغربي من وارزازات، إن “المغرب وطن الفقراء والوطنية عند الفقراء أكثر من الساسة والمتاجرون في الأزمات”، وتحدث عن وجود حملات للتبرع بالدم وجمع التبرعات لأهالي المناطق المنكوبة جراء الزلزال.
أثر الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب بقوة 6.8 درجة على مقياس ريختر، على المناطق الريفية حيث أصبح عدد كبير من المنازل غير صالح للسكن فضلاً عن اختفاء قرى بأكملها، وتدمير الطرق المؤدية لها، وتسعى قوافل المساعدات الخاصة التي يديرها أفراد أو جمعيات، إلى الوصول للقرى النائية.
ووصلت قوافل عدة إلى عدة مناطق نائية في المغرب، وتسببت في ازدحام على الطرق الضيقة في المنطقة، لكن لا يزال هناك قرى يصعب الوصول إليها.