القاهرة- مصراوي
زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه تمكن من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، في عملية بقطاع غزة، مشيرًا إلى أنه يفحص الحمض النووي “ـDNA”، لجثة ادعى أنها للسنوار.
وقالت القناة 13 الإسرائيلية، إن عملية اغتيال السنوار جرت بمنطقة تل السلطان في رفح.
وفي بيان مشترك للجيش الإسرائيلي والشاباك، قالا فيه، إنه “خلال نشاط لقوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، اغتالوا 3 من عناصر المقاومة، ويفحص كل من الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك الاحتمال بأن أحدهم السنوار”.
During IDF operations in Gaza, 3 terrorists were eliminated. The IDF and ISA are checking the possibility that one of the terrorists was Yahya Sinwar. At this stage, the identity of the terrorists cannot be confirmed.
In the building where the terrorists were eliminated, there…
— Israel Defense Forces (@IDF) October 17, 2024
وبحسب البيان المشترك: “في المبنى الذي قضي داخله على المقاتلين لا توجد مؤشرات عن وجود أسرى في المنطقة. حيث تواصل قوات جيش الاحتلال والشاباك العمل في الميدان تحت إجراءات الحذر المطلوبة”
#عاجل خلال نشاط لقوات جيش الدفاع في قطاع غزة تم القضاء على ثلاثة مخربين. يفحص كل من جيش الدفاع وجهاز الشاباك الاحتمال بان أحد المخربين الذين قضي عليهم هو المدعو يحيي السنوار. في هذه المرحلة لا يمكن التأكد نهائيًا من هوية المخربين.
في المبنى الذي قضي داخله على المخربين لا توجد… pic.twitter.com/KvaC6isCAq
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) October 17, 2024
ولم تصدر حركة حماس بياناً حتى اللحظة.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن “القوات أطلقت النار أمس على مجموعة من عناصر “حماس” في الطابق الأرضي من أحد المباني. وعندما دخلوا المبنى لاحقًا، أدركوا أن أحد الشهداء يشبه إلى حد كبير السنوار”.
وأضافت القناة أنه “من المتوقع أن يستغرق التعرف الدقيق على الجثة عدة ساعات، وأن الجثة التي قد تكون جثة السنوار سيتم أخذها لإجراء فحص الحمض النووي”.
يحيى السنوار عين رئيسا جديدا للمكتب السياسي لحركة حماس في أغسطس الماضي، خلفا لإسماعيل هنية، الذي اُغتيل في إيران في 31 يوليو الماضي، وتشير الاتهامات إلى تورط إسرائيل في العملية.
وشغل السنوار منصب رئيس الحركة في غزة، وتضعه إسرائيل على رأس مطلوبيها في غزة، “حيا أو ميتا”، بحسب ما صرّح مسؤولون لموقع أكسيوس الأمريكي.
ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن التخلص من السنوار سيعجّل بانهيار حماس عسكريا، كما سيضع نهاية للحرب التي بدأت بهجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إن السنوار هو الرأس المدبر لتلك الهجمات، رفقة عناصر أخرى في الحركة، بما في ذلك محمد الضيف قائد الجناح العسكري لحماس، ونائبه مروان عيسى.
أتمّ يحيى إبراهيم السنوار، في التاسع والعشرين من أكتوبر الماضي، عامه الحادي والستين؛ وقد وُلد في مخيم خان يونس للاجئين بغزة عام 1962.
ومن هذه السنوات الـ61، قضى السنوار في السجون الإسرائيلية 24 عاما هي معظم سنوات شبابه.
وفي الأصل، ينحدر السنوار عن عائلة كانت تعيش في مدينة المجدل عسقلان – قبل إعلان دولة إسرائيل عام 1948.
وترعرع يحيى السنوار في مخيم خان يونس الذي ما لبث أن وقع أيضاً تحت الاحتلال الإسرائيلي في عام 1967.
وتلقى السنوار تعليمه في مدارس المخيم حتى أنهى دراسته الثانوية، ليلتحق بالجامعة الإسلامية في غزة لإكمال تعليمه الجامعي، ويحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية.
وفي عام 1982 أُلقي القبض على السنوار ووضع رهن الاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر بتهمة الانخراط في “أنشطة تخريبية”.
وفي عام 1988، قضت محكمة إسرائيلية على السنوار بالسجن مدى الحياة أربع مرّات (مدة 426 عاما)، أمضى منها 24 عاما في السجن.
صاحب النفوذ الأكبر
يوصف السنوار بأنه الرجل صاحب النفوذ الأكبر في الأراضي الفلسطينية، بحسب مجلة الإيكونوميست البريطانية.
وهو من أعضاء حركة حماس الأوائل، وقد أسهم في تشكيل جهاز أمنها الخاص المعروف اختصارا بـ (مجد).
كانت نقطة التحول في مسار السنوار، عندما تفاوضت إسرائيل على صفقة لتبادل الفلسطينيين المعتقلين لديها مقابل الجندي جلعاد شاليط الذي أسرته حماس عام 2011.
حينئذ، استخدمت إسرائيل السنوار كمحاور، بحسب الإيكونوميست، حيث كان مسموحا له بالتحدث إلى قياديّي حماس الذين أرادوا استبدال أكثر من 1000 معتقل فلسطيني مقابل شاليط.
وقد اعترضت إسرائيل على عدد من الأسماء التي اقترحتها حماس، ولم يكن السنوار من بين هؤلاء المعترَض عليهم، وبالفعل في 2011، أُطلق سراح السنوار وأصبح قياديا في كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحماس.
ومن سخريات القدر، بحسب صحيفة التايمز البريطانية، أن السنوار مدين لإسرائيل بحياته؛ وقد نجح أطباء إسرائيليون في إزالة ورم من مخه في أثناء اعتقاله.
واستفاد السنوار من معرفته بالسجون الإسرائيلية، التي حصل عليها خلال السنوات الطويلة التي قضاها في زواياها، مما أعطاه نفوذا بين القيادات العسكرية في حماس.
وعلى الصعيد السياسي في حماس، في عام 2017، انتُخب السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة.
وفي العام نفسه، لعب السنوار دورا دبلوماسيا رئيسيا في محاولة إصلاح العلاقات بين السلطة الفلسطينية بقيادة حركة فتح في الضفة من جهة، وحركة حماس في غزة من جهة أخرى، ولكن لم يُكتب لهذه المحاولة النجاح.
كما عمل السنوار في مجال إعادة تقييم لعلاقات حماس الخارجية، بما في ذلك تحسين العلاقات مع مصر.
وفي سبتمبر 2015، أدرجت الخارجية الأمريكية يحيى السنوار على لائحتها السوداء “للإرهابيين الدوليين”.
يعتبر الضابط السابق بجهاز الأمن الداخلي (الشين بيت) ميخا كوبي أحد أكثر الإسرائيليين معرفة بالسنوار؛ ذلك أنه استجوب الأخير لأكثر من 150 ساعة في أثناء اعتقاله في نهايات الثمانينيات وبدايات التسعينيات، وفقا للواشنطن بوست.
ويرى كوبي أن للسنوار “عينَي قاتل”، ويصفه بأنه “قاس”، ومجرّد من المشاعر، لكنه مع ذلك “ليس سيكوباتيا”.
يقول كوبي عن السنوار: “رأيت رجلا شديد الذكاء… ويؤمن بكل ما يأتيه من أفعال”. ووصف الضابط كوبي السنوار بأنه كان “يعرف كيف يقنع الآخرين بأن يكونوا معه”.
ويعتقد كوبي أن السنوار “لن يغادر غزة أبداً، وأنه سيقاتل حتى يستشهد؛ فهو رجل ذو مبادئ، لن يستسلم ولن يهرب أبدا إلى مصر”.