01:06 ص
الإثنين 10 يونيو 2024
كتب- محمود الطوخي
كشف إعلان عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني جانتس انسحابه من “الكابينت” بعد 8 أشهر من انضمامه إليها، مساء اليوم الأحد، التصدعات الكبيرة في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إذ تبعه وزيران إسرائيليان إلى الانسحاب هما الوزير بحكومة الطوارئ غادي آيزنكوت والوزير حيلي تروبير، فما هي تداعيات الاستقالات المتلاحقة في حكومة الاحتلال؟
الباحث المختص في الشأن الفلسطيني غسان محمد يقول لـ “مصراوي”، إن ما يتعلق باستقالة عضو حكومة الحرب الإسرائيلية بيني جانتس وغادي آيزنكوت، يشكل ضربة لحكومة نتنياهو.
بالإضافة إلى أن هناك توقعات بأن يعلن وزير الدفاع يوآف جالانت ورئيس الأركان هارتسي هاليفي، استقالتهما ما سيسبب حالة من التصدع داخل حكومة الاحتلال.
ولفت محمد، إلى أنه في ضوء التطورات على المستوى الميداني في غزة والمستوى السياسي في الداخل الإسرائيلي، بالإضافة إلى إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن عما أسماه “خارطة الطريق لوقف الحرب”، فإن جميعها عوامل تضع حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف برئاسة نتنياهو في زاوية ضيقة للغاية، موضحا أن التوقعات تشير إلى أن الأمور تتجه إلى مزيد من التعقيد في القطاع التصعيد على الجبهة الشمالية مع حزب الله.
يرى محمد أن الخطوة التي أقدم عليها جانتس، هي نتيجة للتنسيق الأمريكي مع بعض أوساط المعارضة الإسرائيلية المناهضة لحكومة اليمين المتطرف ونتنياهو: “أعتقد أن هناك مزيد من المفاجآت والتطورات خلال الأيام المقبلة، والتي قد تجبر نتنياهو على القبول بالعرض الأمريكي لصفقة الأسرى، أو مواصلة الحرب وتحمل التداعيات التي ستترتب على قرار المواصلة.
يعتقد الباحث، أن نتنياهو بات في موقف ضعيف جدا، وبالتالي فإنه قد يكون مرغما على القبول بالعرض الأمريكي وعدم الاتجاه نحو التصعيد في غزة أو في الشمال ضد حزب الله، لكن تلك الافتراضات تتوقف على المشاورات التي تجري داخل كتلة اليمين المتطرف.
يبين محمد أن هناك معلومات تفيد بأن الإدارة الأمريكية، عرضت على نتنياهو أن يكون جانتس ولابيد هما البديل للمتطرفين في حال وافق على المقترح الأمريكي، ما سيؤدي إلى تشكيل حكومة ائتلافية مع البحث عن مخرج “يحفظ ماء وجه نتنياهو بعد الهزيمة التي مني بها في غزة”.
يؤكد الباحث في الشأن الإسرائيلي، أن استقالة بيني جانتس قد تكون الخطوة الأولى في اتجاه إجراء الانتخابات مبكرة: “سوف يكون نتنياهو في ضوء نتائج تلك الانتخابات خارج الحسابات السياسية، ومعه اليمين المتطرف وعلى رأسهم بن غفير وسموتريتش”.
وأضاف: “التصريحات الواردة من الإدارة الأمريكية إلى نتياهو، تقول بأن واشنطن لم تعد قادرة على حماية رئيس حكومة الاحتلال، وأن كل ما يمكنها فعله الآن هو العمل على إنقاذ (الكيان الإسرائيلي) من كارثة أكبر قد تلحق به، خصوصا في ظل اقتناع أمريكي بأنه باتت حملا لا يمكن تحمله في أعقاب قرارات محكمة العدل والجنائية الدوليتين”.
ووفقا لمحمد، فإن مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، شددوا على ضرورة تغيير المشهد السياسي في إسرائيل وتشكيل حكومة جديدة يمكن التعامل معها لإنقاذ إسرائيل من الأزمة التي تمر بها.
سيطرة بن غفير وسموتريتش على الحكومة
على مدار الأشهر الـ 8 الماضية، تعاملت الإدارة الأمريكية مع جانتس، على أنه أكثر مسؤولي حكومة الاحتلال الإسرائيلي اعتدالا، ما يفسر الضغوط التي مارستها عليه لتأجيل قرار الاستقالة.
وفي هذا الشأن، قال موقع “أكسيوس” الأمريكي، إن رحيل جانتس سيزيد من الضغوط الأمريكية والدولية على نتنياهو؛ إذ أن استقالته، ستتيح للويزين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش الهيمنة على الحكومة والدفع نحو التصعيد في غزة وكذلك حزب الله في لبنان.
وهو ما يتضح من طلب وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الانضمام إلى الحكومة المصغرة بعد استقالة جانتس، في خطوة قد تمهد لزيادة حدة الانقسامات في الداخل الإسرائيلي ما قد يؤدي إلى حرب أهلية وفق الباحث، ما سيؤدي إلى تحول الحكومة إلى “فاشية قمعية” للأصوات التي تطالب بإنهاء الحرب في الداخل الإسرائيلي، وفق الباحث.
העובדה שבקבינט הקטן לא היה עד כה אף חבר ממאתגרי הקונספציה, היא המשך שלטון הקונספציה, חלק מרכזי בבעיה בה אנו נמצאים, והקלקול שהביא אותנו ל-7.10.
כעת, לאור פרישת גנץ שיגרתי דרישה לראש הממשלה בדרישה להצטרף לקבינט המצומצם. הגיע הזמן לקבל החלטות אמיצות, להשיג הרתעה אמיתית ולהביא… pic.twitter.com/sUaWyGGRs2— איתמר בן גביר (@itamarbengvir) June 9, 2024
أشار الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي، إلى أن اليمين المتطرف لم يعد يلقى قبولا لدى عديد من الدول حول العالم بما فيها دول كانت داعمة لإسرائيل، لافتا إلى أن بعض الأوساط في الداخل الإسرائيلي تتحدث عن احتمال وقوع عملية اغتيال سياسي حال واصل اليمينيون سيطرتهم على الحياة العامة: “هناك أغلبية كبيرة ترى أن إسرائيل باتت رهينة في أيدي بن غفير وسموتريتش”.
لذا، يؤكد غسان محمد أن الولايات المتحدة تحاول الاستفادة من الوضع المتوتر في الداخل الإسرائيلي لإيجاد بديل مناسب لنتنياهو من خلال اتصالات مع عدد من السياسيين الإسرائيليين، إذ إن أكثر من 70% من الإسرائيليين يؤيدون إجراء انتخابات مبكرة، وفق استطلاعات رأي.
سيناريو حرب أهلية في إسرائيل
من جانبه يقول الباحث الفلسطيني صلاح العواودة، إن بن غفير سيحوّل حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى سلطة “قمع” حتى على الإسرائيليين أنفسهم، مستشهدا بأن وزير الأمن القومي الإسرائيلي دائما ما يشجع رجال الشرطة على ممارسة العنف.
إلى جانب ذلك، فإن بن غفير قبل دخوله إلى السلطة كان يقود احتجاجات اليمين المتطرف ضد الحكومة ويتعرض إلى الضرب والتعنيف، أمّا اليوم تبدّلت الأدوار، وبات مستعدا لقمع المتظاهرين و”الانتقام منهم”، يقول العواودة.
ويشدد العواودة على أن تحالف اليمين المتطرف “الأيديولوجي”، لن يتنازل عن السلطة كونه يعلم بأن الجميع سيحاسب على إخفاقات الحكومة في الحرب، بل سيقاتلون ضد الجميع بما فيهم المعارضة والشعب إن تطلب الأمر وهو ما سيقود إلى سيناريو “الحرب الأهلية”، المتواجد بالفعل قبل بدء الحرب وازداد حد بعد اندلاعها.