11:07 م
الخميس 27 يوليه 2023
كتبت- سارة أبو شادي
مساء الثلاثاء الماضي، احترقت سفينة شحن محملة بالسيارات بالقرب من موطن للطيور المشهور عالميًا قبالة الساحل الهولندي وبحر وادن، تحديدًا على بعد حوالي 27 كيلومترًا (17 ميلاً) شمال جزيرة أميلاند الهولندية، ولا تزال حتى الآن النيران مشتعلة بسفينة الشحن والتي تحمل على متنها نحو 3 آلاف سيارة من بينها نحو 25 سيارة كهربائية، ما أثار مخاوف من حدوث كارثة بيئية.
ومن جانبه، قالت المتحدثة باسم خفر السواحل الهولندي، إنه حتى الآن لا توجد أي معلومات مؤكدة بشأن نتيجة التحقيق في الحادث وكل ما خرج مجرد تكهنات فقط لكن المعلومات النهائية لم يتم كشفها بعد.
وتابعت المتحدثة باسم خفر السواحل الهولندي في تصريحات لمصراوي، أنّ خفر السواحل ليس هو الجهة المعنية بالتحقيق، لذا فلا توجد لديهم أية نتائج للتحقيقات أو سيرها، متابعة أنّهم أيضًا لا يملكون معلومات دقيقة بشأن العلامات التجارية الخاصة بالسيارات التي على متن السفينة سوى علامة مرسيدس والتي أعلنت بالفعل عن امتلاكها نحو 350 سيارة ضمن الحمولة.
وأشارت المتحدثة باسم خفر السواحل الهولندي، أنّهم يحاولون حاليا السيطرة على الحريق نظرًا لقوته، ويبذلون جهودًا كبيرة من أجل منع غرق السفينة والحمولة التي عليها، وحاليا يعملون على ذلك محاولة إنقاذ السفينة وما تبقى من الحمولة.
وجهة السفينة
السفينة التي اشتعلت فيها النيران خرجت من ميناء بريمرهافن في ألمانيا متوجهة إلى ميناء بورسعيد، ثم ستنطلق إلى وجهتها الآخيرة في سنغافورة، حسبما نشرتا واشنطن بوست وفرانس برس نقلا عن شركة “شوي كيسن كايشا” مالكة السفينة.
كما أنّ الحريق الذي اندلع في ساعات متأخرة من الليل بشكل مفاجئ، أجبر العديد من أفراد الطاقم على القفز منها للنجاة بأرواحهم ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين، من الجنسية الهندية، ووفقا لـ فرانس برس، فقد نُقل البحارة المصابون ومعظمهم من الهند، إلى مدينتي لاويرسوغ وإيلدي الشماليتين، وجميعهم يعانون من مشاكل في التنفس وبعض الحروق والكسور لكن لا أحد منهم في خطر جسيم”.
كميات المياه
وفقا لخفر السواحل فإنّه لا يمكن استخدام كميات كبيرة من المياه كمحاولة لإطفاء النيران، وذلك لأنّه في حالة وصول كميات كبيرة وزائدة من المياه إلى السفينة، فإنّ هذا يعرض استقرار السفينة للخطر، لذا محاولات الإطفاء تتم بحرص شديد حتى لا تتعرض السفينة وحمولتها للغرق.
ومنذ ساعات قليلة وفقا لخفر السواحل الهولندي، فإنّ سفن مكافحة الحرائق اضطرت إلى التوقف عن رش السفينة لتبريدها “من أجل منع دخول الكثير من المياه على متنها” لأنه يؤثر على استقرارها موضحين أنّه في وقت سابق كانت السفينة باردة بشكل مستمر لكن النيران كانت أكثر حدة”.
إلّا أنّ وزيرة البيئة الألمانية شتيفي ليمكي، حسبما نقلت واشنطن بوست، قالت إنها لا تستطيع استبعاد احتمال غرق السفينة المحترقة.
احتمالية الغرق
وأشارت ليمكي في بيان إلى أنّ ” نقل السيارات عن طريق البحر يمكن أن يتحول إلى كارثة بيئية ذات أبعاد غير معروف”. متابعة “إذا غرقت السفينة، فإن كميات كبيرة من الوقود وغيره من الملوثات الضارة بيئياً من حمولة سفينة الشحن، يمكن أن تلوث النظام البيئي الحساس لبحر الشمال على نطاق واسع، لذا فالحديقة الوطنية الفريدة من نوعها في بحر وادن في خطر شديد. ويجب منع ذلك بكل الموارد “.
ووفقا لما نشرته فرانس برس، فإنّ السلطات الهولندية أرسلت أمس الأربعاء، سفينة مجهزة بأذرع خاصة لاحتواء تسرب النفط إلى المنطقة كإجراء احترازي.
حرائق مماثلة
لم يكن الحريق في بحر الشمال هو أول ما يندلع في سفينة شحن محملة بالسيارات، ففي وقت سابق من هذا الشهر، استغرق الأمر من رجال الإطفاء ما يقرب من أسبوع لإخماد حريق مماثل في سفينة نقل سيارات في نيوارك بولاية نيو جيرسي. حيث قُتل اثنان من رجال الإطفاء وأصيب خمسة آخرون أثناء عملية إخماد النيران.
وفي مارس 2022، غرقت أيضًا سفينة شحن كبيرة تحمل سيارات من ألمانيا إلى الولايات المتحدة في وسط المحيط الأطلسي، بعد 13 يومًا من اندلاع حريق على متنها، حيث غرقت السفينة فيليسيتي إيس على بعد 400 كيلومتر (250 ميلا) قبالة جزر الأزور البرتغالية أثناء قطرها بعد أن أخمد فريق الإنقاذ الحريق.