من الشمبانزي الذي يشن حربًا على الأرض إلى الببغاوات التي تتفوق على طلاب جامعة هارفارد في اختبارات الذاكرة، يُظهر العديد من أعضاء مملكة الحيوان سلوكًا يشبه سلوك الإنسان بشكل مدهش.
غالبًا ما يعتقد البشر أننا فريدون، وأن قدراتنا وسلوكياتنا أكثر تعقيدًا بكثير من الحيوانات شركائنا في الحياة على الكوكب. لكن في الواقع، تُظهر العديد من المخلوقات، بدءًا من الحشرات الصغيرة وحتى أقرب الكائنات الحية إلينا، مجموعة مذهلة من السلوكيات التي قد تبدو بشرية بشكل مخيف.
من الأفيال التي تنعي موتاها إلى النحل الذي يصبح متشائمًا عند مواجهة النكسات، إليك بعض السلوكيات الأكثر شبهًا بالإنسان التي أظهرها أعضاء آخرون في مملكة الحيوان، وفقا لمجلة لايف ساينس.
الشمبانزي.. يختار أصدقاءه ويقبل ويصفق
وجدت دراسة أجريت عام 2018 أن الشمبانزي لا يشترك فقط في نفس السمات الشخصية الخمس الرئيسية مع البشر – الضمير، والانفتاح، والقبول، والانبساط، والعصابية – ولكن يمكن ربط هذه السمات بمدى الحياة. وجد العلماء أن ذكور الشمبانزي الأكثر قبولًا يشكلون روابط اجتماعية أقوى ويميلون إلى العيش لفترة أطول.
وجدت دراسة منفصلة عام 2020 نُشرت في مجلة Science دليلاً على الانتقاء الاجتماعي لدى ذكور الشمبانزي المتقدمين في السن، حيث يُظهر الأفراد تفضيلًا لتفاعلات اجتماعية ذات معنى أكثر مع الأصدقاء الأكبر سنًا في مجموعة أصغر. وأشارت الدراسة إلى أن هذا يشبه كبار السن من البشر، الذين يميلون إلى اختيار أصدقاء مدى الحياة والاختلاط في مجموعات أصغر مما هو الحال في شبابنا. وأظهرت دراسة أخرى أن الشمبانزي، مثل الأطفال الصغار، يقلد السلوكيات البشرية مثل التلويح والتصفيق والتقبيل. ومثل البشر، فإن الشمبانزي أيضًا “يشن حربًا” لتوسيع أراضيه.
الغوريلا.. يفرح ويحزن ويتعاطف
وجد العلماء أدلة على أن الغوريلا تظهر السمات الشخصية الخمس الشبيهة بالإنسان في كل من البرية والأسر. ويستخدمون تعابير الوجه والإيماءات للتواصل والشعور بالفرح والتعاطف والحزن. وجدت دراسة أجريت عام 2016 عن سلوك الغوريلا اختلافات في الشخصية بين مجموعات الغوريلا المختلفة. وتتنوع السمات الثقافية – وهي سلوك بشري إلى حد كبير – بين خمس مجموعات من الغوريلا، بما في ذلك الغوريلا الجبلية (Gorilla beringei beringei) وغوريلا الأراضي المنخفضة الغربية (Gorilla gorilla gorilla)، في بيئات أفريقية مختلفة.
الدلافين قارورية الأنف.. لديها ضمير
تشتهر الدلافين بذكائها وقدرتها على التواصل الاجتماعي، ووجدت دراسة أجريت عام 2021 أنه على غرار البشر والرئيسيات الأخرى، تتمتع الدلافين قارورية الأنف (Tursiops truncatus) بسمات شخصية تتمثل في الانفتاح والتواصل الاجتماعي وعدم القبول. ومن المثير للاهتمام أن الباحثين حددوا أيضًا سمة شخصية رابعة، يطلق عليها اسم التوجيه، وهي فريدة من نوعها بالنسبة للدلافين وتجمع بين عناصر العصابية المنخفضة والضمير.
وقال بليك مورتون، المحاضر في علم النفس بجامعة هال بالمملكة المتحدة، في بيان: “طوال حياتنا، نتفاعل ونشكل علاقات مع مجموعة واسعة من الناس، والدلافين تفعل الشيء نفسه مع بعضها البعض.. بشكل جماعي، كونك ذكيًا واجتماعيًا، بصرف النظر عن النظام البيئي الذي تعيش فيه، قد يلعب دورًا مهمًا في تطور سمات شخصية معينة”.
الفيلة الآسيوية.. تعيش على الذكريات
بفضل أدمغتها الضخمة وذكائها العالي وروابطها الاجتماعية القوية وسلوكها المتعاطف، تُظهر الفيلة الآسيوية (Elephas Maximus) العديد من السمات الشبيهة بالبشر، بما في ذلك التعرف على الوجه. في عام 2006، وجد الباحثون أن الأفيال، مثل البشر، تتعرف على نفسها في المرآة، وفي عام 2015، وجد فريق بحث منفصل أن الأفيال لديها ذكريات مذهلة طويلة المدى.
وجدت دراسة أجريت عام 2009 أدلة تطورية على أن الجينات التي تؤثر على وظائف المخ، واستخدام الطاقة والتمثيل الغذائي، تطورت بشكل مماثل في الثدييات ذات الأدمغة الكبيرة مثل الفيلة والبشر. وجدت دراسة منفصلة أجريت عام 2023 أن الأفيال، مثل البشر، اتبعت عملية تطورية لتدجين نفسها، حيث ساعدت هياكلها الثقافية والمجتمعية على زيادة التواصل الاجتماعي وتقليل العدوانية لدى المخلوقات بمرور الوقت.
طائر العقعق.. يصنع الأدوات
مثل البشر، يمكن لطائر العقعق، وهو عضو في عائلة الغراب، أن يصنع ويستخدم أدوات لإطعام صغاره وتقليد الأصوات البشرية. وجدت دراسة أخرى أيضًا دليلاً على أن طائر العقعق الأوروبي (Pica pica) يتعرف على نفسه في المرآة.
طائر الزريق الأوراسي.. مهارة ضبط النفس
يُطلق عليها أحيانًا اسم “القردة ذات الريش” لأنه وُجد أن قدرتها المعرفية تنافس قدرة الرئيسيات غير البشرية، كما أن طيور الزريق الأوراسي (Garrulusgandarius) هي أيضًا أعضاء في عائلة الغربان. يمكنهم تعلم كيفية استخدام الأدوات وإظهار مستوى غير عادي من ضبط النفس. وجدت دراسة أجريت عام 2022 أن طيور الزريق الأوراسي تمتلك ضبط النفس. في هذا البحث، وجد العلماء أن طيور الزريق الأوراسي يمكنها اجتياز نسخة الطيور من “اختبار الخطمي” – حيث يمكنها حجب إغراء أكل ديدان الوجبة على الفور. ووجد العلماء أن طيور الزريق التي تتمتع بأكبر قدر من ضبط النفس سجلت أعلى النتائج في اختبارات الذكاء.
الحيتان القاتلة.. تقدس الحياة العائلية
تشكل الحيتان القاتلة (Orcinus orca)، روابط اجتماعية قوية وتعيش في مجموعات عائلية متماسكة تسمى القرون. تم تسجيل الحيتان القاتلة وهي تقوم بالصيد ومشاركة الطعام والتواصل والتواصل الاجتماعي داخل قطيعها، ما يدل على سمات ثقافية وشخصية متقدمة. أثناء دراسة سلوك 24 من الحيتان القاتلة الأسيرة، وجد الباحثون أن الحيتان القاتلة، مثل البشر والشمبانزي، لديها سمة شخصية الانبساط، كما يتضح من مرحها وعاطفتها. وقد وجدت الأبحاث الإضافية أن الأسر يمكن أن يغير سلوك الحيتان القاتلة، ما يزيد من عدوانيتها وعصابيتها.
الفئران.. التعاطف والرحمة
وجدت دراسة أجريت عام 2011 أن الفئران تظهر سلوكًا اجتماعيًا إيجابيًا. في هذا البحث، سجل العلماء أدلة على أن الفئران تساعد بعضها البعض من خلال السماح لأحد الفئران بالتجول بحرية بينما كان الآخر محاصرًا في حاوية. يبدو أن الفأر الحر يتشارك مشاعر الفأر المحاصر، على الرغم من عدم تقديم أي مكافأة في كل مرة يحرر فيها الفأر الأسير عن طيب خاطر. ومع ذلك، أشارت دراسة أجريت عام 2014 إلى أن الرغبة في التواصل الاجتماعي، وليس التعاطف، هي التي شجعت الفأر على إنقاذ الفأر الأسير.
وفي تجربة سابقة بكثير في عام 1958، سمح الباحثون للفئران بالتغذية فقط إذا سحبت رافعة صدمت الفئران الأخرى. ورفضت الفئران القيام بذلك، وهو ما يدل، بحسب الباحثين، على التعاطف والرحمة.
الكلاب.. تواسي وتساعد في المحنة
في دراسة أجريت عام 2018 ونشرت في مجلة التعلم والسلوك، وجد الباحثون أن الكلاب (Canis lupus) تلاحظ عندما يكون الناس في محنة وتسعى إلى مواساتهم – وهو سلوك فسره الباحثون على أنه دليل على التعاطف.
في التجربة، بكى أصحاب الكلاب أو همهموا خلف باب مغلق. الكلاب التي قمعت رد فعلها الإجهادي من أجل راحة البشر فتحت الباب بشكل أسرع.
الطيور الزرقاء الجبلية.. الغيرة القاتلة
يبدو أن ذكور الطيور الزرقاء الجبلية (Sialia currucoides) تشعر بالغيرة عند رفض التزاوج، وفقًا لدراسة أجريت عام 1975 ونشرت في مجلة The American Naturalist. وجد الباحثون أنه عندما يغادر ذكر الطائر الأزرق العش للبحث عن الطعام، قد تنتقل شريكته مع ذكر آخر. ردًا على ذلك، تبين أن ذكر الطائر الأزرق يضرب شريكته بوحشية عن طريق نزع ريشه وقضم مناقيره.
الخيول.. عاطفية
مثل البشر، يمكن للخيول (Equus caballus) تفسير تعبيرات الوجه وتمييز المشاعر البشرية. على غرار الكلاب، من المعروف أن الخيول تتمتع بعلاقات وثيقة مع أصحابها.
وفي دراسة أجريت عام 2018، وجد الباحثون أن الخيول تتعرف عبر الوسائط على الأصوات وتعبيرات الوجه والحالات العاطفية لمقدمي الرعاية الأساسيين والغرباء. وقالت أياكا تاكيموتو، الأستاذة المساعدة في جامعة هوكايدو: “يمكن أن تساهم دراستنا في فهم كيفية إرسال واستقبال البشر والحيوانات المرافقة للإشارات العاطفية لتعميق علاقاتنا، ما قد يساعد في إقامة علاقة أفضل تؤكد على رفاهية الحيوانات”.
السرقاط.. جليس الأطفال
لا تنخدع بمظهرها اللطيف والرقيق؛ سوف تقتل أنثى السرقاط (Suricata suricatta) أي منافسات لها. ومع ذلك، تظهر حيوانات السرقاط جانبًا أكثر رقة، حيث يتناوب البالغون في مجالسة أطفال الميركات الصغار وقضاء الوقت في تعليمهم المهارات الحياتية الأساسية. هذا السلوك الشبيه بالإنسان في تربية الأطفال له دافع تطوري قوي، لأنه يسمح لأنثى الميركات المهيمنة بتخصيص وقتها للتكاثر.
كجزء من دراسة مدتها ثلاث سنوات تم إطلاقها في عام 2023، يبحث علماء فيما إذا كانت حيوانات السرقاط تعكس المشاعر الإنسانية وتظهر التعاطف، بهدف فهم التفاعلات بين الإنسان والحيوان بشكل أفضل.
القطط المنزلية.. تطلق هرمونا عند مداعبتها
على الرغم من أن القطط لا تعشقنا بنفس قوة الكلاب، إلا أن دراسة أجريت عام 2021 وجدت أنها قادرة على تكوين روابط مع البشر اعتمادًا على السلوك العاطفي لصاحبها. وجدت دراسة أجريت عام 2020 أيضًا دليلاً على أن القطط (Felis catus) تطلق هرمون “الترابط” الأوكسيتوسين عند مداعبتها، وإن كان بدرجة أقل بكثير من الكلاب.
ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بإظهار المشاعر المعقدة الشبيهة بالإنسان، كانت الغيرة أكثر شيوعًا في القطط من التعاطف أو الرحمة، وفقًا لدراسة أجريت عام 2016.
الحمام.. يفهم 60 من كلمات البشر
ثبت أن الحمام يفهم العشرات من الكلمات البشرية. ووجدت دراسة أجريت عام 2016 أن الحمام يمكنه تمييز ما يصل إلى 60 كلمة، وهي المرة الأولى التي يتمكن فيها كائن غير رئيسي من التعرف على الحروف ويمتلك دماغًا إملائيًا، ما يعني أنه يمكنه معالجة وفهم الحروف.
وفقا للمؤلف الرئيسي للدراسة داميان سكارف، وهو أستاذ مشارك في علم النفس بجامعة أوتاجو في نيوزيلندا، فإن النتائج قدمت مزيدا من التبصر في تطور الدماغ البشري ومهاراتنا المعرفية. وقال سكارف في بيان: “إذا وجدت شيئًا كهذا مع الحمام، فيمكنك القول بأنه لا بد أنه كان مشتركًا بين سلفنا المشترك الأخير مع الحمام، الذي كان منذ حوالي 300 مليون سنة.. لذا فإن نفس المرونة التي يتمتع بها الدماغ البشري والتي تتيح لنا التقاط الكلمات والإحصائيات التي تقف وراءها لا بد أنها كانت موجودة عندما كنا لا نزال مرتبطين بالحمام”.
اليعسوب.. الاختيار أساس النجاح
مثل البشر، يمكن لليعسوب إخفاء المعلومات غير الضرورية، ما يمكنهم من التركيز على مهمة محددة. تظهر هذه السمة السلوكية لدى الرئيسيات، التي تتمتع بقدر محدود من الاهتمام، وبالتالي يجب عليها الاختيار بين التركيز بعمق على مهمة واحدة أو القيام بمهام متعددة بتركيز أقل.
في عام 2012، وجد العلماء دليلاً على أن حشرات اليعسوب لديها اهتمام انتقائي “شبيه بالإنسان” عند صيد فرائسها. وباستخدام جهاز استشعار مجهري في دماغ اليعسوب، وجدوا أن نشاط الدماغ، المعروف باسم الترشيح العصبي، مكّن الحشرة من التقاط فرائسها بنجاح بنسبة 97٪ من الوقت.
نحل العسل.. المتشائم
وجد العلماء أن نحل العسل، مثل البشر، يشعر بمزيد من التشاؤم بعد تجربة مرهقة.
في دراسة أجريت عام 2011، تم تقديم السكر للنحل، مع مزيج من الروائح، قبل هزه بطريقة تحفز هجوم الحيوانات المفترسة. وقال الباحثون إن النحل المهزوز كان لديه مستويات أقل من هرمونات الشعور بالسعادة الدوبامين والسيروتونين، ما يشير إلى أنهم قد يواجهون بعض المشاعر السلبية الشبيهة بالإنسان.
الصراصير.. القذر ينظف نفسه
على الرغم من أنها لا ترتبط عادةً بالنظافة، إلا أن الصراصير تفضل النظافة الذاتية وتنظف نفسها باستمرار.
وفقًا لدراسة أجريت عام 2013، تقوم الصراصير (Periplaneta americana) بذلك للحفاظ على عمل قرون استشعارها بكفاءة، حيث يؤدي تراكم الملوثات البيئية وإفرازاتها الشمعية إلى الإضرار بقدرتها على شم رائحة الفيرومونات للعثور على رفيق ومصدر للغذاء والشعور بالخطر.
وقال كوبي شال، عالم الحشرات في جامعة ولاية كارولينا الشمالية والمؤلف المشارك للدراسة: “الأدلة قوية: ترك قرون الاستشعار متسخة يعمي الحشرات عن بيئتها.”
الثعابين.. تريح أصدقاءها
بخلاف وقت التزاوج، تُعرف الثعابين عمومًا بأنها منعزلة. لكن دراسة أجريت عام 2023 ونشرت في مجلة Frontiers in Ethology وجدت أن الثعابين، مثل البشر، قد تريح بعضها البعض في فترات التوتر. عندما واجهت الأفاعي الجرسية البالغة في جنوب المحيط الهادئ (Crotalus helleri) في الدراسة موقفًا مرهقًا مع ثعبان آخر من نفس النوع، كان معدل ضربات قلبها أقل من الثعبان الذي لم يواجه مثل هذا اللقاء.
سمكة آرتشر.. التعرف على الوجوه
يعد التعرف على الوجه ضروريًا لتكوين روابط اجتماعية معقدة. ويتقن البشر هذه المهارة بعد شهرين من ولادتهم.
على عكس الرئيسيات، تفتقر الأسماك إلى دماغ كبير وقشرة بصرية تساعد في معالجة الصور. ومع ذلك، يمكن لسمكة آرتشر التعرف على الوجوه البشرية. وفي دراسة أجريت عام 2016، وجد العلماء أن سمكة آرتشر يمكنها التعلم والتعرف على الوجوه البشرية بدقة.
وقالت كيت نيوبورت، الباحثة في قسم علم الحيوان بجامعة أكسفورد والمؤلفة الأولى للدراسة: “حقيقة أن أسماك آرتشر يمكنها تعلم هذه المهمة تشير إلى أن العقول المعقدة ليست ضرورية للتعرف على الوجوه البشرية”.
قرود المكاك اليابانية.. تفهم لغة العيون
أثناء دراسة قرود المكاك اليابانية (Macaca fuscata) في عام 2024، وجد العلماء أن الخلايا العصبية في القشرة أمام الحركية للدماغ، والتي تعد وتنفذ الحركة في الأطراف، تستجيب بقوة عندما يتم تكليفها بعملية الجمع والطرح.
وبالعودة إلى عام 2008، تم تدريب مجموعة من قرود المكاك اليابانية الأسيرة على استخدام الأدوات، حيث وجد العلماء أوجه تشابه معرفية مع البشر. وجدت دراسة أجريت عام 2021 أن قرود المكاك اليابانية يمكنها الاستجابة للنظرة البشرية بمرونة اعتمادًا على السياق، ما يشير إلى مستوى عالٍ من منظور الآخرين ونواياهم.
البونوبو.. يساعد المحتاجين
إلى جانب الشمبانزي، يعد البونوبو (Pan paniscus) أقرب الأقارب الأحياء للإنسان. يُعرف البونوبو بالعيش بسلام في مجموعات اجتماعية متماسكة.
وفقا لدراسة أجريت عام 2022، يمكن للبونوبو، مثل البشر، تكوين علاقات متناغمة خارج مجموعتهم المباشرة من خلال مساعدة المحتاجين. ومع ذلك، يبدو أن تفاعلاتهم الاجتماعية قد لا تكون متناغمة تمامًا، حيث وجدت دراسة أجريت عام 2024 دليلاً على وجود عدوان بين ذكور البونوبو.
الحوت الأحدب.. يغني لحبيبته
تستخدم الحيتان الأغنية الغناء مجموعات اجتماعية والعثور على رفيقة والتواصل. مثل البشر، يتطور ذوقهم في الموسيقى مع مرور الوقت، حيث تقوم كل أنواع الحيتان بتأليف أغنيتها الخاصة. وجدت دراسة أجريت عام 2017 حول ثقافة الحيتانيات وسلوكها أن الحيتان والدلافين من مختلف الأنواع، مثل البشر، تعيش في مجموعات اجتماعية متماسكة، وتشكل تحالفات متبادلة المنفعة وتستمتع باللعب. يعزو العلماء الكثير من السلوك الاجتماعي للحيتان إلى أدمغتهم الكبيرة.
الطيور المحاكية.. تكتشف التهديد
وجدت دراسة أجريت عام 2023 أن إناث الطيور المحاكية الشمالية (Mimus polyglottos) لا تستطيع التمييز بين البشر المألوفين فحسب، بل يمكنها أيضًا الحكم على أي فرد يشكل التهديد الأكبر، ما يسمح لها بالفرار من عشها إلى بر الأمان. تشير هذه النتيجة إلى أن هذه الطيور تتمتع بقدرة إدراكية أعلى مما كان يعتقده العلماء سابقًا.
يضيف هذا البحث إلى النتائج التي توصلت إليها دراسة أجريت عام 2009 والتي أظهرت أن الطيور المحاكية البرية لا تنسى الناس، وقد وجد أنها تطرد البشر الذين تعتبرهم تهديدًا لهم.
الفهود.. تتعرف على أصوات البشر
وجد العلماء أن القطط الكبيرة، بما في ذلك الفهود (Acinonyx jubatus)، والأسود، والنمور، يمكنها التعرف على الأصوات البشرية وتمييزها عن أصوات الغرباء. وجدت دراسة عام 2024 أن هذه القطط تتفاعل بشكل أسرع وأكثر كثافة مع الأصوات البشرية التي تعرفت عليها. وقال مؤلفو الدراسة إن النتائج تشير إلى أن أنواع القطط الأقل اجتماعية لا تزال تتمتع بقدرات معرفية اجتماعية.
وجدت دراسة منفصلة أجريت عام 2018 على الفهود الأسيرة والفهود البرية أنها لم تتعرف على الأصوات البشرية فحسب، بل تميز أيضًا بين مقدمي الرعاية والغرباء وغيرت نشاطهم استجابةً لذلك. يبدو أيضًا أن الفهود البرية تتعرف على الأصوات البشرية، ربما لأنها تعيش على مقربة من البشر.
الأخطبوط.. يعرف العدو من الحبيب
بدمائهم الزرقاء وأدمغتهم وقلوبهم المتعددة، قد تبدو الأخطبوطات من عالم آخر. ومع ذلك، فهم معروفون أيضًا بكونهم أذكياء للغاية، مع قدرة قوية على التعرف على الوجه وقدرات التعلم. وجدت دراسة أجريت عام 2010 أن الأخطبوطات العملاقة في المحيط الهادئ (Enteroctopus dofleini) يمكنها التعرف على الأفراد باستخدام فصوصهم المدارية الكبيرة، وهي منطقة من الدماغ تستخدم للرؤية. وجد الباحثون أن هذه الأخطبوطات كانت انتقائية فيما يتعلق بمن تحب ومن لا تحب، حيث يُظهر كل أخطبوط تفضيلًا قويًا للحارس الذي يطعمه.
كما أن الأخطبوطات هي اللافقاريات البحرية الوحيدة المعروفة التي يمكنها استخدام الأدوات، وذلك بفضل أذرعها الطويلة، التي تحتوي كل منها على دماغ.
الببغاء.. المتكلم الذكي
لا تتمتع الببغاوات بقدرة غير عادية على تقليد الكلام البشري فحسب، بل تظهر أيضًا تعقيدًا اجتماعيًا، وتستخدم، مثل البشر، ذكريات أفعال الماضي للتأثير على السلوك المستقبلي. وجدت دراسة أجريت عام 2022 أن الببغاوات ذات الحلق الأزرق (Ara glaucogularis) أظهرت تمثيلًا عقليًا ذاتيًا وذاكرة عرضية.
في عام 2020، تفوق ببغاء رمادي أفريقي يُدعى “جريفين” (Psittacus erithacus) على طلاب جامعة هارفارد في إحدى ألعاب اختبار الذاكرة. وفقًا للباحثين، استخدم كل من الببغاء والبشر جزءًا من ذاكرتهم العاملة المعروفة باسم التلاعب لتذكر المعلومات ومعالجتها، ما يشير إلى قدرة تطورية قديمة مماثلة.
طيور البطريق.. دفء اللمة
تظهر الأبحاث أن بعض طيور البطريق تتواصل عن طريق “الغناء” ويمكنها تكييف سلوكها مع بيئتها. على سبيل المثال، تتجمع طيور البطريق الإمبراطور (Aptenodytes forsteri) معًا للحصول على الدفء.
تعد طيور البطريق مخلوقات اجتماعية معقدة تعتمد، مثل البشر، على المهارات الاجتماعية التعاونية لحل المشكلات في مهام مثل الصيد.
وجدت دراسة أجريت عام 2021 أن طيور البطريق الأفريقية (Spheniscus demersus) يمكنها التعرف على الفرد من خلال مطابقة مظهره مع صوته، ووجدت دراسة أجريت عام 1999 أن طائر البطريق يمكنه التعرف على صوت رفيقه في حشد من الناس.
قرود التامارين.. يمارسون الوشوشة
تُظهر قرود التامارين – وهي قرود صغيرة برتقالية اللون تعيش في أمريكا الجنوبية والوسطى – العديد من السلوكيات التي يمكن اعتبارها شبيهة بالبشر. في دراسة أجريت عام 2013، وجد العلماء دليلاً على أن قرد التامارين ذو القمّة القطنية (Saguinus edipus) “يتهامسون” لبعضهم البعض عندما يكونون في وجود إنسان لا يحبونه.
النمل.. فصول دراسية
النمل حشرات ذكية للغاية تعيش في مستعمرات ضخمة وتشكل هياكل اجتماعية معقدة. وجدت دراسة أجريت عام 2006 أن النمل، مثل البشر، يعلم بعضهم البعض مهارات جديدة. لاحظ العلماء أن النمل يؤدي أسلوب “الجري الترادفي” في التدريس، حيث تُظهر إحدى النملات للأخرى الطريق إلى مصدر الغذاء.
ووفقا للباحثين، يشير هذا إلى أن التدريس يمكن أن يتطور لدى الحيوانات ذات الأدمغة الصغيرة. على الرغم من أن القائد الترادفي لا يستفيد على الفور، فقد وجد أن التابع الترادفي يتعلم بسرعة، ما يفيد المستعمرة بأكملها في النهاية.
صرصار الكريكيت الأخضر.. فضيلة الشهامة
. وجدت دراسة أجريت عام 2006 أن الصراصير من النوع Gryllus bimaculatus يمكنها أن تتذكر سبع روائح في المرة الواحدة، ولها، مثل البشر، ذاكرة طويلة المدى. وفي دراسة أجريت عام 2022، وجد الباحثون أن الصراصير يمكنها أن تتعلم وتتذكر مصادر الغذاء باستخدام الروائح.
في عام 2011، وجد العلماء أن الصراصير، مثلها مثل رعاية البشر، غالبًا ما تضع احتياجات شريكها قبل احتياجاتها الخاصة.
وقال رولاندو رودريجيز مونيوزوف، الباحث في جامعة إكستر بالمملكة المتحدة والمؤلف المشارك للدراسة، في بيان: “العلاقات بين الصراصير تختلف إلى حد ما عما افترضناه جميعًا.. بدلاً من التعرض للتخويف من قبل أقرانهم، يبدو أن الإناث في الواقع محميات. ويمكننا حتى وصف الذكور بأن لديهم شهامة”.
إنسان الغاب.. يتحدث عن الماضي
مثل البشر، فإن إنسان الغاب هو قرود اجتماعية ذات إبهام متقابل، يستخدمها للإمساك بالأشياء والتأرجح عبر الأشجار.
كما هو الحال مع البشر أيضًا، يمكن لإنسان الغاب (بونجو) تعلم “لغاتهم” الخاصة وغالبًا ما يتواصلون باستخدام لغة الجسد. وجدت دراسة أجريت عام 2018 دليلاً على أن إنسان الغاب يمكنه “التحدث” عن الماضي. لاحظ الباحثون أن إناث إنسان الغاب تحذر صغارها من مخاطر الماضي في شكل من أشكال اللغة المعروفة باسم “المرجع المزاح”، ما يوفر نظرة ثاقبة حول كيفية تطور الأنظمة الصوتية لدى البشر.
الغربان.. تتخذ القرارات وتستخدم الأدوات
الغربان هي طيور ذكية للغاية ولها أدمغة معقدة تسمح لها بحل المشكلات واستخدام الأدوات لصالحها. وجدت دراسة أجريت عام 2019 دليلاً على استخدام غربان كاليدونيا الجديدة (Corvus moneduloides) أداة معقوفة في علف النباتات.
مثل البشر، تمتلك الغربان أيضًا وعيًا ذاتيًا ويمكنها اتخاذ القرارات. وأظهرت دراسة نشرت عام 2020 في مجلة ساينس أن الغربان تستخدم الحس والعقل لحل المشكلات، ووجدت دراسة عام 2017 أن الغربان تنافس بعض الرئيسيات في الذكاء.