قال رئيس مجلس إدارة “PWC” الشرق الأوسط، رياض النجار، إن التوقعات بتباطؤ معدل النمو في دول مجلس التعاون الخليجي إلى 3.2%، خلال 2023 جيدة بالمقارنة مع الانخفاض في معدل النمو العالمي الذي وصل إلى 2.8%.
وأضاف النجار أن “معدل النمو المتوقع في دول المجلس لا يزال أفضل من بعض الاقتصادات الأكثر تقدماً والتي سجلت نسبة نمو بلغت 1.3% خلال العام”.
وأكد الخبير الاقتصادي، أن الاقتصاد غير النفطي في دول المجلس سينمو بنسبة 4.2% بحسب توقعات صندوق النقد الدولي، رغم المخاوف من ركود عالمي، وفق ما جاء في مقابلة مع قناة “العربية” اليوم الخميس.
“هذه التوقعات تعطي مؤشرات إيجابية على ريادة المنطقة في الاتجاه إلى التعافي الاقتصادي، رغم التحديات التي تواجه السوق العالمية، ودعم ذلك التحول إلى الطاقة النظيفة، وهو هدف تستطيع تحقيقه بسبب مكانتها المهمة على خارطة سوق الطاقة العالمية، حيث وضعت هذه الدول هدف تحقيق “صفر انبعاثات”، وتولي دول المجلس أهمية كبرى للقطاعات غير النفطية وتنويع الاقتصاد ومصادر الدخل”، بحسب النجار.
وأكد أهمية الجانب الإيجابي في مواصلة الحكومات الإنفاق على المبادرات والقطاعات الرأسية الاستراتيجية لدعم النمو الاقتصادي، لاسيما في السعودية التي كان أداء القطاع السياحي فيها قوياً، يضاف إلى ذلك توقعات بقدوم نحو 25 مليون زائر إلى المملكة هذا العام.
وحول ما يجري في العالم وتأثيره على أسعار النفط في دول المجلس، أكد النجار أن أسعار النفط وصلت إلى أدنى مستوى لها هذا العام عند 75 دولاراً للبرميل، مؤكداً أن السعر التعادلي لبرميل النفط السعودي يتراوح بين 75 و80 دولاراً للبرميل، وفق توقعات صندوق النقد الدولي.
وفقا لرئيس مجلس إدارة “PWC”، فإن الجانب الإيجابي للاقتصاد الخليجي يتمثل في التوقعات باستمرار الإنفاق الحكومي، نظراً للأهداف الاقتصادية التي وضعت دول المجلس والتي تتطلب الاستثمار وزيادة الإنفاق، خاصة أنها جمعت فوائض مالية من الطفرة النفطية الأخيرة واستثمرتها لتنويع الاقتصاد وزيادة النمو. وكل هذه المعطيات تشير إلى أن سعر النفط، وكذلك حجم الإنتاج يتوقع لهما أن يكونا أعلى مما هو حاصل الآن.
وأرجع النجار الانخفاض الحاصل في أسعار النفط إلى حالة من عدم اليقين تسيطر على أسواق الطاقة بسبب ما هو سائد عالمياً من تحديات ومخاوف من حدوث ركود، متوقعاً أن تتلاشى هذه الصورة السلبية في النصف الثاني من 2023.