11:37 ص
الأحد 10 ديسمبر 2023
انضمام المصري سالم مصطفى الليثي لمعسكر منتخب الشباب الخاص باللاعبين المحترفين في الخارج ومزدوجي الجنسية بالقاهرة خلال الفترة من 20 حتى 25 ديسمبر الجاري ربما كان سيمر عليك دون اهتمام لتكرار مثل هذه الأخبار خلال الفترة الماضية.
وربما كان سيُجذبك الأمر حين تعلم أن اللاعب صاحب الـ 18 عاماً قد لعب بأكاديمية مانشستر سيتي في أمريكا وانجلترا وتوّج مؤخرًا بأفضل لاعب صاعد بدوري الجامعات الأمريكية؛ حيث يدرس الإعلام في جامعة نيويورك..
ولكن القصة أبعد من ذلك!
تعود القصة لوالده مصطفى الليثي الذي تدرج في قطاعات الناشئين بنادي الزمالك في ثمانينات القرن الماضي؛ حيث لم يختاره البريطاني ريتشي باركر الذي توّج مع الزمالك بدوري أبطال أفريقيا 1986 ليصعد للفريق الأول لصغر حجم جسمه حينها في وقت كان يعتمد به على القوة البدنية.
وهو الأمر الذي تزامن بكونه الموسم الأخير في الفئات السنية بمصر ليُغادر القلعة البيضاء في وقت يكتب له القدر مسيرة أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية ولكن ليس في كرة القدم بالبداية.
سنحت فرصة سفر للاعب خط وسط “فريق مواليد 70” بالزمالك إلى الولايات المتحدة في عام 90 ولكن بعيدة عن الكرة ولكنه أمر لم يكن مهمًا بالنسبة لمصطفى الليثي الذي فقد فرصته في التواجد بالفريق الأول وأراد أن يكوّن أسرته.
عمل اللاعب الذي كانت بدايته بالزمالك موسم 81/80 في عدة أشغال بعيدة عن الكرة وصعبة في أعوامه الثلاث الأولى ولكنه حرص على دراسة اللغة الإنجليزي بجانب عمله ليواكب المجتمع الذي أصبح فردًا به.
حبه للكرة دفعه أن يصطحب نجله (الأكبر ولا واسمه أيه) ليختبر بأحد الأندية المحيطة بمنزله وخلال الاختبارات تجاذب أطراف الحديث مع أحد المدربين المتواجدين الذي تفاجأ بوجود خبرة كروية له فعرضّ عليه العمل معهم وتكفل النادي حينها بمصاريف حصوله على دورة تدريبية.
ومنها انضم مصطفى الليثي لطاقم التدريب بفريق الثانوية بمدرسة نيويورك؛ حيث حصل على الرخصة التدريبية F وكان هو الموسم لينضم بعدها لنادي “نيويورك سيتي كلوب”؛ حيث عمل معه بداية من موسم 94/95 كمساعد مدرب لفريقي 12 و14 سنة ثم مديرًا فنيًا للفريقين.
وهي الفترة التي شهدت حصوله على رخص تدريبية أعلى كـ C و D وأصبحت الكرة هي وظيفته الرئيسية؛ إذ كان يُدرب بعض اللاعبين في حصص تدريبية خاصة بطلب من أسرهم.
وظلّ اللاعب الذي زامل في قطاعات الزمالك لاعبين حالفهم الحظ في التواجد مع الفريق الأول مثل رفعت نصار ونبيل محمود “رامبو” وغيرهم مدربًا بنادي “نيويورك سيتي كلوب” حتى عام 2013 حين أنقلب الحال رأسًا على عقب.
أكاديمية مانشستر سيتي في الولايات المتحدة الأمريكية كانت تخوض مباراة ودية مع الفريق الذي يُدربه في عام 2013 ليظل متقدمًا في النتيجة قبل أن يتعادل فريق الأكاديمية لينتهي اللقاء بهدفين لكل فريق وعرض للعمل مع أكاديمية مانشستر سيتي في أمريكا.
بالتزامن مع تطوره في مجال التدريب كان قد اتخذ خطوة تجاه نجله سالم كرويًا بالسماح له بالسفر رفقة والدته وهو في عامه السابع ليتدرب بأكاديمية سبورتنج لشبونة في البرتغال عام 2012 لتتاح له الفرصة في العام التالي بالتواجد مع والده في أكاديمية مانشستر سيتي ولكن في إنجلترا.
واستمر سالم الذي وُلد في عام 2005 يتدرب بأكاديمية مانشستر سيتي في إنجلترا حتى عامه الـ 16 حين قرر والده أن يعود للولايات المتحدة الأمريكية للتركيز على المرحلة الجامعية ويستمر بالتدرب في فرع الأكاديمية هناك.
وحصل اللاعب الذي يُجيد مراكز الهجوم ـ الجناح والمهاجم الصريح ـ على منحة دراسية من جامعة نيويورك باللعب لفريقها لمدة 4 سنوات هي مدة دراسته للإعلام بها دون تمثيل أي فريق آخر على أن يتحمل أي تكاليف لدراسته والتي تصل إلى نصف مليون دولار إذا أراد الالتحاق بها طالب، بحسب حديث والده لمحرر لمصراوي.
وتوّهج ابن الـ 18 عاماً مع فريق جامعته ليحصد جائزة أفضل لاعب بدوري الجامعات الأمريكية ليدفع الأمر والده للتواصل مع محمود سعد المشرف على مشروعات كرة القدم بوزارة الشباب والرياضة بخصوص نجله ومن ثمّ تم إرسال دعوة له للانضمام لمعسكر منتخب الشباب الخاص باللاعبين المحترفين في الخارج ومزدوجي الجنسية بعد الاطلاع على مسيرته.
الأمر لم يكن سهلاً للاعب الذي يُحب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو فلم توافق الجامعة في البداية بالأمر حتى ذهب والده وقابل بعض المسؤولين والمدرب وأقنعهم بأنها فرصة متمنياً أن تكون رحلة موفقة ثم وافقت الجامعة على الأمر بعد وصول الدعوة الرسمية:” سالم كان فرحان جدًا لأنه طول الوقت بيتابع مباريات المنتخب وبيشجعه”.
ومن المقرر أن يصل سالم خلال الأيام القليلة للقاهرة لخوض تجربة كروية مختلفة عن التي عاشها بالبرتغال وأمريكا وانجلترا في أول استدعاء له من قِبل منتخب بلاده التي ينتمي لها والده ووالدته لننتظر الفصل المقبل في قصته.