كتب – إبراهيم علي:
يعتبر انخفاض مستوى محمد صلاح منذ بداية عام 2024 هو العامل الأبرز، لإنهيار الموسم الأخير للألماني يورجن كلوب مدرب فريق ليفربول الإنجليزي.
وسيرحل كلوب عن تدريب ليفربول في نهاية الموسم الجاري، بعد قضاء 9 سنوات مع الريدز، منذ تعيينه في 8 أكتوبر 2015.
وتلاشت أحلام كلوب مع ليفربول خلال الموسم الجاري، بعدما ودع بطولتي الدوري الأوروبي بعد الخسارة من أتالانتا الإيطالي وكأس الاتحاد الإنجليزي بعد الخسارة من مانشستر يونايتد، وابتعاده عن سباق الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد فقدان 10 نقاط في آخر 5 جولات في المسابقة.
ويحتل ليفربول المركز الثالث في جدول ترتيب “بريميرليج” برصيد 75 نقطة من 35 مباراة.
صلاح كان واحدًا من أكثر هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز ثباتًا في التاريخ – حيث سجل بين 19 و32 هدفًا في الدوري خلال ست مواسم متتالية – وكان أيضًا من أكثر اللاعبين عنادًا وإصرارًا، عبر مشاركته في 218 مباراة من أصل 228 مباراة خاضها فريق ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال ست مواسم قبل هذا الموسم.
وعانى صلاح من الحظ السيء منذ بداية عام 2024، بعدما توجه للمشاركة مع منتخب مصر في كأس الأمم الأفريقية، عندما تعرض لإصابة في العضلة الخلفية خلال مباراة غانا بدور المجموعات بالبطولة القارية.
وبعد عودته إلى ليفربول غاب عن بعض المباريات، كما أنه غاب عن تسجيل الأهداف وصناعتها في المباريات التي شارك بها، ولا عجب أنه يبدو متعباً قليلاً، كما أنه يواجه صعوبة في إنهاء هذه الفترة الجافة.
وبعد ستة مواسم رائعة، وثلاثة أشهر تعثر فيها بسبب الإخفاقات مع النادي والمنتخب، فقد كسب حق التعبير عن إحباطه عندما دخل في مشادة مع مدربه كلوب في مباراة وست هام في الجولة الماضية بالدوري الإنجليزي.
وغاب صلاح لمدة شهر، ثم عاد للعب في مباراة ضد برينتفورد ولكنه تعرض مباشرة لإصابة جديدة، مما جعله يغيب لمدة ثلاثة أسابيع تضمنت فترة النهائي لكأس الرابطة الإنجليزية، والتي تعتبر البطولة الوحيدة التي حققها الريدز هذا الموسم.
ولم يعد صلاح نفسه منذ ذلك الحين، ويستعرض الموقع الرسمي للدوري الإنجليزي أسباب تراجع مستوى صلاح في الفترة الأخيرة.
انخفاض أداء صلاح محصور فقط في آخر ست مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز
سجل صلاح 24 هدفًا في جميع المسابقات هذا الموسم، وهو أكثر بستة أهداف من أقرب لاعب ليفربول إليه داروين نونيز (18).
ولديه أيضًا 12 تمريرة حاسمة، مما يعني أن صلاح ساهم في تسجيل 36 هدفًا من أصل 41 مباراة، وهو عائد مذهل لأي مهاجم في العالم.
إحصائيات صلاح في جميع البطولات منذ 2017-2018
2017-2018: لعب 52 مباراة، سجل 44 هدفاً، صنع 14 هدفاً، وبلغ متوسط أهداف والتمريرات الحاسمة لصلاح في كل مباراة خلال هذا الموسم (1.1).
2018-2019: لعب 52 مباراة، سجل 27 هدفاً، صنع 10 أهداف، وبلغ متوسط أهداف والتمريرات الحاسمة لصلاح في كل مباراة خلال هذا الموسم (0.7).
2019-2020: لعب 48 مباراة، سجل 23 هدفاً، صنع 13 هدفاً، وبلغ متوسط أهداف والتمريرات الحاسمة لصلاح في كل مباراة خلال هذا الموسم (0.75).
2020-2021: لعب 51 مباراة، سجل 31 هدفاً، صنع 6 أهداف، وبلغ متوسط أهداف والتمريرات الحاسمة لصلاح في كل مباراة خلال هذا الموسم (0.7).
2021-2022: لعب 51 مباراة، سجل 31 هدفاً، صنع 15 هدفاً، وبلغ متوسط أهداف والتمريرات الحاسمة لصلاح في كل مباراة خلال هذا الموسم (0.9).
2022-2023: لعب 51 مباراة، سجل 30 هدفاً، صنع 16 هدفاً، وبلغ متوسط أهداف والتمريرات الحاسمة لصلاح في كل مباراة خلال هذا الموسم (0.9).
2023-2024: لعب 41 مباراة، سجل 24 هدفاً، صنع 12 هدفاً، وبلغ متوسط أهداف والتمريرات الحاسمة لصلاح في كل مباراة خلال هذا الموسم (0.9). مع تبقي 3 مباريات خلال هذا الموسم.
وتظهر الأرقام الأساسية لصلاح في الدوري الإنجليزي الممتاز نفس الأمر – أو على الأقل كانت كذلك حتى مبارياته الست الأخيرة.
سجل صلاح هدفًا واحدًا فقط من ركلة جزاء، خلال تلك الست مباريات وفشل في تسجيل أي تمريرة حاسمة، بينما فقد ليفربول 10 نقاط، مما أنهى فرصتهم في الفوز باللقب.
لذلك، من الواضح أن مشاكل صلاح هي جديدة. عندما نتساءل عن ما الذي حدث، نتحدث حقًا عن ست مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز فقط.
“الأهداف المتوقعة” (xG) و”التمريرات الحاسمة المتوقعة” (xA) لصلاح كانت متسقة مع السنوات السابقة، وكذلك أرقام أهدافه وتمريراته، حتى بدأت هذه الفترة الجافة من ست مباريات.
ولم يسجل صلاح أي أهداف في آخر 6 مباريات من الموسم الحالي في الدوري باستثناء الهدف الذي أحرزه في شباك مانشستر يونايتد من ركلة جزاء، وبلغت أهداف صلاح المتوقعة التي ليست من ركلات جزاء في كل 90 دقيقة في آخر 6 مباريات في الموسم الجاري (0.40)، كما أن صلاح لم يصنع أي أهداف في آخر 6 مباريات هذا الموسم، وبلغت التمريرات الحاسمة المتوقعة لصلاح في آخر 6 مباريات هذا الموسم (0.38).
ما السبب وراء تراجع مستوى صلاح في آخر 6 مباريات (الإصابة أم الإجهاد أم أمر تكتيكي)؟
أبسط تفسير هو أن صلاح مجهد بعد أن لعب بشكل منتظم 50-60 مباراة في كل موسم ويفتقد للحدة في المباريات بعد عودته من الإصابة، ولكن يمكن أن يكون هناك تفسير تكتيكي أيضًا لتراجع مستوى صلاح في آخر 6 مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز.
الرسوم البيانية التالية التي تقارن بين آخر ست مباريات لصلاح وبين 23 مباراة أولى له في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، توضح التغيير الطفيف في موقفه على أرض الملعب.
صلاح لا يتعمق كثيرًا في منطقة الجزاء في آخر 6 مباريات في الدوري الإنجليزي، مما يعكس الصعوبة في التعاون مع ترينت ألكسندر-أرنولد، كونور برادلي، ونونيز خلال هذه الفترة.
كما أن تغيير توظيف ألكسندر أرنولد باعتباره ظهير مقلوب، يجعل محمد صلاح يواجه صعوبة أكبر في عملية الاختراق، ليصبح مطالبًا بمحاولة الدخول من العمق لزيادة فرص التهديف، ويسهل الأمر بالنسبة للخصوم لإيقافه وإبعاده عن التسجيل في المباريات.
انهيار أداء ليفربول في عام 2024 يرتبط بشكل مباشر بالتهور في نظام كلوب الأخير، وصلاح كان أحد ضحايا هذا النظام.
وأشار الموقع الرسمي للبريميرليج، أن قدوم آرني سلوت مدرب فينورد الهولندي الحالي، مديرًا فنيًا جديدًا لفريق ليفربول بعد رحيل كلوب، قد يحرر صلاح من القيود التي يعاني منها مؤخرا مع المدرب الألماني.
اقرأ أيضا:
“الأهلاوي فضحكم”.. تعليق ناري لمرتضى منصور بعد تتويج الزمالك ببطولة أفريقيا
“الشناوي عارف كده كويس”.. نجم الأهلي يوجه رسالة لـ كولر قبل مواجهة نهائي أفريقيا
الدوري المصري.. الموعد والقناة الناقلة لمباراة الزمالك وسموحة