09:50 م
الإثنين 16 سبتمبر 2024
كتب – محمد القرش:
كرة القدم ليست مجرد لعبة، فيملأها العديد من القصص الإنسانية وغير المتوقعة والعظيمة عبر التاريخ، والتي ترسخت في عقول جماهير الساحرة المستديرة.
وإحد القصص العظيمة في تاريخ كرة القدم يمتلكها الإيطالي باولو روسي، الذي بدأ مسيرته الكروية من القمة مع نادي يوفنتوس لكنه لم يشارك معهم سوى بعد انضمامه بـ8 سنوات.
التغلب على الإصابات وتحقيق رقم قياسي
عانى روسي من الإصابات التي عطلته في بداية مسيرته، بعد خضوعه لثلاث عمليات جراحية مختلفة في الركبة انتقل على سبيل الإعارة إلى نادي كومو في دوري الدرجة الثانية الإيطالي.
وبعدها بعام واحد، انتقل إلى نادي فيتشنزا ومن هنا انفرجت موهبة الإيطالي، حيث سجل 21 هدفا وساعد ناديه على الصعود إلى دوري الدرجة الأولى الإيطالي.
وفي الموسم التالي، سجل 24 هدفا بالدوري الدرجة الأولى الإيطالي، ليصبح أول مهاجم يحصل على لقب هداف الدوري في الدرجتين الأولى والثانية في موسمين متتاليين، لينضم إلى المنتخب الوطني في كأس العالم 1978.
فضيحة التلاعب في نتائج المباريات
لم تدم سعادة باولو روسي كثيرا، حيث تم اتهامه في قضية “توتو نيرو” بالتلاعب بنتائج المباريات في الدوري الإيطالي الدرجتين الأولى والثانية، وواجه احتمال السجن، لكنه استأنف الحكم وتم تغييره في النهاية إلى عقوبة مع وقف التنفيذ، ليتم إيقافه لمدة موسمين بدءا من موسم 1980.
وحينها لم تؤثر الفضيحة على روسي فقط، بل أثرت على 22 لاعبا تم إيقافهم من أندية إيطالية مثل ميلان ولاتسيو وبولونيا وباليرمو.
وعلى الرغم من استمراره في قضاء عقوبة الإيقاف، صمم نادي يوفنتوس على التعاقد مع روسي في عالم 1981، وفي أبريل 1982 انتهت عقوبة باولو روسي، مما مكنه من العودة إلى الملاعب قبل كأس العالم 1982.
من الفضيحة إلى بطل كأس العالم
واجه اللاعب صعوبة في استعادة مستواه خلال أول مبارياته التي أعقب الإيقاف، ورغم ذلك صمم مدرب إيطاليا إنزو بيرزوت أن يضعه في القائمة المشاركة في مونديال 1982، حيث كان يعرف جودته جيدا.
وتعادل إيطاليا ثلاث مرات في دور المجموعات مع الكاميرون وبولندا وبيرو،وجاء التأهل صعبا بعد تساوي النقاط مع الكاميرون والتفوق بفضل هدفا واحدا.
وفاز إيطاليا على الأرجنتين في دور الـ16 بنتيجة 2-1، وفي مباراة البرازيل بربع النهائي، قرر المدرب إنزو بيرزوت إعطاء الفرصة لروسي، الذي كافأه بتسجيل ثلاثية الفوز على السامبا والتأهل لقبل النهائي.
وواصل باولو روسي انتفاضته بعد الإيقاف بتسجيله هدفي تأهل إيطاليا إلى نهائي كأس العالم.
وفي مواجهة من الأعظم في تاريخ كأس العالم أقيمت في برشلونة، افتتح روسي التسجيل لإيطاليا في الفوز 3-1، واستعادة المونديال بعد غياب 44 عاما (1938).
وفاز باولو روسي بالحذاء الذهبي لكأس العالم بتسجيله 6 أهداف، عقب كتابة قصة تاريخية في ظروف غير عادية.
وبعد حصد كأس العالم، قال روسي: “كانت ثقتي في نفسي منعدمة، لكن ثقة بيرزوت (مدرب إيطاليا) بي لم تكن كذلك، لا أعرف ما إذا كان أي مدرب آخر سيختارني في الوقت الذي يواجه فيه انتقادات من بلد بأكملها”.
وأضاف: “الهدف الأول في مرمى البرازيل كان الأهم في مسيرتي، لأنه أعاد لي ثقتي بمعنى الكلمة، كان مثل الهدية من السماء بالنسبة لي”.
وتابع: “منذ ذلك اللحظة، كان الأمر كما لو أن الأهداف هي التي تبحث عني، كل شيء تغير فجأة، لم يقف شيء في طريقي، فجأة أصبح كل شيء يسير في اتجاهي”.
وفي يوم 9 ديسمبر، أعلنت أسرة أسطورة كرة القدم الإيطالية باولو روسي نبأ وفاته عن عمر ناهز 64 عاما.
اقرأ ايضًا:
“من الساحل إلى الحبس”.. 6 تواريخ هامة لن ينساها أحمد فتوح
بعد حكم إخلاء السبيل.. 5 شخصيات تضامنت في العلن مع أحمد فتوح (صور)
الزمالك يصدم فتوح بهذا القرار بعد الحكم عليه