01:19 م
الخميس 06 مارس 2025
كتبت: هند عواد
قبل مباراة مودرن سبورت والجونة في الدوري المصري للسيدات للموسم الحالي 2024-2025، كانت شيماء عبد العزيز القناوي، المعروفة بأصغر حكمة في مصر، تجهز نفسها للمغادرة من الإسكندرية إلى القاهرة لإدارة أول مباراة لها في الدوري الممتاز.
وأثناء توجهها إلى المباراة، تلقت خبرًا مفجعًا بوفاة عمها، لتصبح في حيرة بين استكمال طريقها إلى القاهرة لإدارة المباراة أو السفر إلى أسيوط لحضور مراسم تشييع جثمان عمها. فاختارت شيماء القناوي استكمال رحلتها نحو حلمها، نظرًا لبعد المسافة وعدم إمكانية اللحاق بالمراسم.
وأدارت شيماء مباراة مودرن سبورت والجونة كحكمة مساعد أول، والحزن يملأ قلبها على خبر وفاة عمها. وعلى الفور، بعد صافرة اللقاء، غادرت إلى أسيوط.
شيماء القناوي، ابنة الإسكندرية، تبلغ من العمر 21 عامًا وتعود أصولها إلى محافظة أسيوط. إذ إنها وُلِدت لعائلة “صعيدية” تسكن في الإسكندرية وتسافر بين الحين والآخر إلى بلدها. وبالصدفة، أثناء ذهابها بابن شقيقتها إلى تدريبات كرة القدم، شاهدت لاعبات، فقررت احتراف اللعبة.
لم تكن شيماء تحب مشاهدة كرة القدم في بداية حياتها، لكن إحدى صديقاتها كانت تتابع المباريات، فنقلت شغف اللعبة إليها. وعندما أخبرت عائلتها برغبتها في اللعب، لم تتلقَ الموافقة فورًا. وفي الوقت ذاته، طلبت الأكاديمية موافقة الأم.
ورغم أنها من عائلة محافظة، كانت لا تمانع لعبها للرياضة مثل السباحة والطائرة، لكن كرة القدم كانت مرفوضة. حتى أصرت شيماء، وبالفعل التحقت بالأكاديمية، واستمرت مع الفريق لمدة عام ونصف.
ولم تتوقف مسيرتها عند الأكاديمية، وعلمت بوجود دوري للسيدات، فأرادت أن تشارك فيه. لهذا قررت أن تنتقل إلى مركز شباب العجمي ولعبت مع فريق الناشئين. إلا أن الحظ لم يحالفها وتعرضت لإصابة في غضروف الركبة. في البداية لم تكن تعلم ماهية الإصابة، واستكملت المباريات دون علمها بها.
بداية شغف التحكيم
لكن هذه الإصابة ظلت تلاحق شيماء بين الحين والآخر، ومع نهاية الموسم انتقلت إلى الترام ولعبت معه في الدوري الممتاز. ومن هنا كانت بداية رحلتها في التحكيم، فشاهدت المحكمات في المباريات وأرادت أن تصبح مثلهن.
بعد أسبوع، فتحت لجنة الحكام باب التقديم للحكام والمحكمات، وانتهت جميع أوراقها واختارت أن تصبح حكمة للراية. أنهت الاختبارات وكانت أصغر حكمة حينها تجري الاختبارات.
لكن لم تكن الاختبارات بهذه السهولة، إذ إنها تخطت الاختبارات الورقية، لكنها فشلت في تخطي الاختبارات البدنية المعروفة بـ”كوبر”. وأعادت هذه الاختبارات ثلاث مرات حتى تمكنت من النجاح. في المرة الثانية أثناء أدائها تعرضت للإصابة بمزق في العضلة الخلفية، وإذا استكملت هذه الاختبارات، كان سيتحول الأمر إلى قطع.
أنهت شيماء الموسم مع الترام بإدارة بعض المباريات في بطولة الجمهورية، للحصول على الخبرة المطلوبة. بعدها انتقلت إلى المجد السكندري. وجاء موعد اختبارات الحكام للعام، لكن تصادف موعدها مع وجود شيماء في محافظة أسيوط رفقة عائلتها، فكان من الصعب العودة إلى الإسكندرية لإجراء الاختبارات.
تواصلت شيماء القناوي مع لجنة الحكام، وعلمت أن هناك اختبارات في محافظة سوهاج، فقررت ملاحقة حلمها. وكانت البنت الوحيدة مع الحكام في هذه الاختبارات، إلا أن أهلها لم يمانعوا وساندوها حتى تمكنت من اجتيازها.
وفي النهاية، كان لا بد من الاختيار بين التحكيم ولعب كرة القدم. ففي هذا الموسم، كانت شيماء تلعب في صفوف المجد السكندري بالقسم الثاني. وتم إخطارها بإدارة مباراة الترام (فريقها السابق) وصيد المحلة.
وفي حالة تحكيمها للقاء، كان سيكون هناك تضارب مصالح. لذا قررت شيماء كتابة فصلها الأخير مع كرة القدم واعتزلت من أجل حلم التحكيم.
اقرأ أيضًا:
“الله يستركم حد يفهمني”.. تعليق ناري من شوبير على قرعة الدوري الجديدة