04:51 م
الخميس 31 أكتوبر 2024
كتبت-هند عواد:
“من أين أتت هذه الفتاة، من أين أتت؟”.. كانت هذه العبارات تسمع في كل مرة تنزل فيها الإسبانية أيتانا بونماتي إلى أرض الملعب بالقميص الكتالوني. حتى وصلت إلى منصة التتويج بالكرة الذهبية، للعام الثاني على التوالي، للتساوى مع أليكسيا بوتيّاس اللاعبة الوحيدة في تاريخ كرة القدم النسائية التي تفوز بالكرة الذهبية مرتين.
ارتبط اسم أيتانا بونماتي بتحقيق الإنجازات الكبرى، فمنذ ولادتها كانت سببا في تغيير أحد القوانين الإسبانية.
البداية: 400 فتى وفتاة
كانت بداية أيتانا بونماتي في كرة القدم، في وقت لم يكن ينظر فيه إلى الملاعب على أنها مكان مخصص للفتيات، إلا أن أوسكار جاميز أول مدرب لها، كان يرى في الفتاة صاحبة الـ7 أعوام، لاعبة نموذجية، وضمها إلى فريق الأولاد بنادي سي دي ريبس.
وقال جاميز لهيئة الإذاعة البريطانية: “كانت مثل موجة تسونامي. كانت قوة طبيعية على أرض الملعب. كان من الرائع رؤيتها تلعب، كانت لديها شيئًا إضافيًا لم يكن لدى الأولاد – هذه الحيوية، هذه الشخصية التي تريد دائمًا وتريد وتريد الذهاب، كان هذا هو الاختلاف الرئيسي.”
لم تكن بونماتي الفتاة الوحيد في الفريق، بل كانت الوحيدة في نادي يضم 400 فتى وفتاة، حتى أن الأولاد، في ذلك الوقت، كانوا ضدها، حسبما ذكر مدربها.
تسببت في تغيير القانون
ولدت أيتانا بونماتي، عام 1998، وحينما ذهبت والدتها روزا بونماتي إلى السجل المدني لتسجيلها، واجهت اختبارا قويا، إذ أن القانون الإسباني، في ذلك الوقت، كان ينص على أنه يتم تسمية المولود باسمه الشخصي يليه إسما عائلتي أمه وأبيه معًا، غالبًا ما يكون اسم عائلة الأب أولًا ويليه عائلة الأم، وهكذا كانت ستعرف أيتانا باسم أيتانا كونكا، وسيكون اسم بونماتي في الوثائق الرسمية فقط.
إلا أن والدة أيتانا رفضت الأمر، بتأييد من زوجها فينسنت، وعندما رفض القانون تسجيل اسم عائلة الأم، سجلت روزا نفسها كأم عزباء، ولم تذكر تفاصيل اسم الأب في النموذج، لتحصل أيتانا على اسم عائلة واحدة فقط.
وغادرت روزا السجل المدني، لكنها لم تترك الأمر، وتعاونت مع إحدى الناشطات السياسيات إيما مايول وفريق من الخبراء القانونيين، وقدمت اقتراحا لتغيير القانون، حتى يتمكن الآباء من تسجيل أبنائهم بأي ترتيب.
وفي عام 1999 وبالتحديد قبل شهر من عيد ميلاد أيتانا الثاني، صدر القانون الذي اقترحت روزا تغييره، وأضيف اسم فينسنت إلى الوثائق الرسمية للاعبة برشلونة، لكن بعد لقب والدتها، لتصبح أيتانا بونماتي كونكا.
بداية مسيرتها مع برشلونة
نشأت أيتانا في قرية هادئة، حيث المكان المثالي لممارسة الأطفال لكرة القدم، ومعهم تطور شغفها باللعبة، واعتادت على ارتداء زي فريق ريبس، في التجمعات العائلية، بدلا من ارتداء فستان، وكان مدربها يقارنها بقائد برشلونة المتألق كارليس بويول.
وبدأت بونماتي مسيرتها كمدافعة، إلا أن مدربها قام بتغيير مركزها إلى خط الوسط، ومن هنا بدأت رحلتها مع برشلونة، ضمن فريق الشابات، وكانت بونماتي تذهب إلى التدريب الذي يستمر لثلاث ساعات، وتستقل وسائل النقل العامة كل يوم، الحافلة ثم القطار، وكانت الرحلة تستغرق 23 ميلا، أكثر من ساعة.
وتذكرت هذه اللحظات العام الماضي بعد الفوز بالذهبية، وقالت: “كنت أركض حتى لا يفوتني القطار الذي سيعود بي إلى المنزل… حتى أنني تساءلت عما إذا كان الأمر يستحق كل هذا الجهد”.
ولم تكن رحلتها في برشلونة سهلة، فعندما تم تعيين لويس كورتيس مديراً فنياً لبرشلونة في عام 2019، كانت بونماتي صاحبة الـ21 عاما، ليست ضمن التشكيل الأساسي، إلا أنها تمكنت من إقناعه بموهبتها.
ومنذ ذلك الحين، برزت بونماتي كلاعبة أساسية في خط وسط برشلونة، وفازت بأربعة ألقاب محلية متتالية ولقبين في دوري أبطال أوروبا، وازدادت أهميتها مع الفريق والمنتخب، بعد إصابة أليكسيا بوتيلاس في أربطة الركبة عام 2022.
اقرأ أيضًا:
عودة المسابقة.. انطلاق الجولة الخامسة من الدوري المصري للسيدات