05:16 م
الإثنين 06 مايو 2024
تصوير – حسام دياب:
لنحو 60 عامًا، عاش الكابتن صالح سليم بين جنبات النادي الأهلي، منذ أن التحق بفريق الناشئين في عام 1944، بزغ نجمه سريعًا، مهارته جعلته في مصاف اللاعبين الكبار بالفريق، عشقه لـ “الفانلة” الحمراء منحه حُب الجماهير ليُصبح أسطورة لا تتكرر في النادي الأهلي، وبعد اعتزاله في 1967 سلك طريقه كمدير للكرة ثم إداري حتى ترأس مجلس الإدارة رافعًا شعار “الأهلى فوق الجميع” تلك المسيرة المجيدة طغت على هواية أخرى دفعتها للاختفاء لعقود طويلة قبل أن تعود في سنواته الأخيرة قبل وفاته، وهو ما رصده المصور الصحفي “حسام دياب” في صورة نادرة لصالح سليم ننشرها بالتزامن مع ذكرى رحيله الـ 22.
لم يكن صالح سليم يميل إلى الدراسة في طفولته وشبابه “مكنتش بحب أمسك كتاب، مكنتش شاطر أوي في الدراسة” كما يذكر سليم في لقاء إذاعي، قضى أغلب الوقت مع شقيقيه “عبدالوهاب” و”طارق” في لعب الكرة بجانب هوايته المُقربة إلى قلبه ” كنت بحب الرسم جدًا، وقادر أخلق وقت عشان أرسم كتير” اكتشف والده طبيب التخدير المشهور “محمد سليم” تلك الهواية، أدرك أن الابن قد يُصبح رسامًا شهيرًا من شدة اهتمامه بالأمر، لكن سرعان ما تغيرت وجهته فور دخوله بوابة النادي الأهلي وارتداء “الفانلة” الحمراء وهو مايزال ابن الـ 14 عاما “لما اتجهت للكرة قللت الرسم وشوية شوية مبقتش برسم خالص”.
بعد عقود طويلة من اللعب والعمل في الإدارة بالنادي الأهلى، أراد المصور الصحفي “دياب” إجراء حوار مع صالح سليم في عام 1991، يعرفه جيدًا منذ سنوات طويلة، وجمعتهما لقاءات عابرة “خلال الانتخابات اللي كنت بروحها في النادي” لكنهما لم يتحدثا أبدًا قد حتى جاءت الفرصة “خدت ميعاد عشان المقابلة واتفقنا نتقابل في مكتبه” عند الوقت المُتفق عليه وصل “دياب” إلى منطقة بولاق أبوالعلا، اقترب من عمارة عتيقة حاملًا كاميرته، صعد درجات السلم حتى وصل إلى مكتب “سليم” ليجده في الانتظار.
امتدت الجلسة لوقت طويل، تحدث فيها “سليم” عن مسيرته وأشياء عديدة “حسيت إننا نعرف بعض من زمان، وقولتله الناس فاكرينك صدامي وبتخاف تقرب منك” ضحك حينها مؤكدًا أنه تصورخاطيء، قبل أن يُفصح له عن عودته إلى هوايته المفضلة “رجع تاني يرسم، ولقيته دخلني الأوضة اللي بيرسم فيها من تاني” حينما أمسك نجم الأهلي بالفرشاة انهمك في تلوين لوحته بحماس وبهجة طفولية، غرق في عالم افتقده لسنوات طويلة، لم يترك “دياب” المشهد يُفلت من عدسته، التقط عدة صور لصالح سليم وهو غارق في عالم الرسم.
توطدت العلاقة بين “دياب” و”سليم” وعلى مدار سنوات وثق المصورالصحفي العديد من المشاهد المميزة في حياة أسطورة الأهلى “روحنا أكتر من مرة بيته في الزمالك، مع الصحفي الصديق ياسر أيوب، وصورته كتير ” لكنه لا ينسى تلك السعادة التي بدت على وجهه حينما كان يرسم، تلك هواية لم يتحدث عنها صالح سليم كثيرًا، باعتبارها وجه آخر للمايسترو بعيدًا عن عالم الكرة وضجيجها.