10:09 م
الأربعاء 03 أبريل 2024
كتب – يوسف محمد
يعد الأرجنتيني دييجو مارادونا هو أحد أكثر لاعبي كرة القدم موهبة عبر التاريخ، وتعلقت جماهير كرة القدم حول العالم بمارادونا بسبب إمكانياته ومهاراته الساحرة، التي جعلت الكثير يعتبرونه أفضل لاعب في التاريخ، ولكن تعلقت أذهان الجماهير به أيضاً لإثارته الكثير من الجدل بشأن سلوكياته وعدم انضباطه سواء داخل الملعب أو خارجه، والتي ساهمت في أن يعيش أسطورة كرة القدم الأرجنتينية حياة رياضية متقبلة الأحداث بشكل كبير.
مارادونا المولد والنشأة
ولد دييجو مارادونا في 30 أكتوبر عام 1960، في مدينة بيونيس آيريس الأرجنتينية، واستهل الأسطورة الأرجنتينية مشواره في كرة القدم من بوابة فريق “ليس سيبوليتاس” الأرجنتيني، ليبدأ الطفل الأرجنتيني آنذاك مشواره في كرة القدم وهو لا يعلم، أنه سيصبح بعد ذلك أحد ملوك وأساطير هذه اللعبة.
ولكن جاءت اللحظة الفارقة في تاريخه عندما انضم إلى صفوف فريق أرجنتينوس جونيور وهو في سن الرابعة عشر ، ثم يتم تصعيده إلى الفريق الأول بالنادي بعد عامين فقط من الانضمام إلى صفوف الفريق.
بدأ مسيرته الاحترافية بشكل قوي، حيث خاض رفقة الفريق الأرجنتيني 5 مواسم، خاض خلالهما 155 مباراة، تمكن خلالهما من تسجيل 116 هدفاً، لينتقل إلى صفوف فريق بوكا جونيور عام 1981.
مارادونا زيارة إسبانية قصيرة وصناعة مجد نابولي
ونظراً للأداء الرائع والمبهر الذي قدمه النجم الأرجنتيني مع بوكا جونيور، تهافتت عليه الكثير من العروض من أقوى الأندية الأوروبية، لينضم إلى صفوف برشلونة الإسباني في عام 1982، أي بعد انضمامه إلى فريق بوكا جونيور بعام واحد فقط، تمكن وقتها من تحقيق الثلاثية رفقة الفريق الكتالوني.
توج مارادونا بلقب الدوري الإسباني وكأس ملك إسبانيا وكأس السوبر الإسباني ألا أن مسيرته لم تستمر طويلاً رفقة برشلونة، حيث تم بيعه إلى فريق نابولي عام 1984 أي بعد عامين فقط من التعاقد معه.
وبعد الانضمام إلى الفريق الإيطالي نجح مارادونا في قيادة نابولي إلى تحقيق الكثير من الألقاب أبرزها لقب الدوري الإيطالي للمرة الأولى في تاريخ النادي عام 1987، ثم كرر الإنجاز ذاته في عام 1990، وحقق لقب كأس إيطاليا عام 1987، ولقب كأس الاتحاد الأوروبي عام 1989، وعلى الصعيد الفردي حقق مارادونا جائزة أفضل لاعب في العالم في مناسبتين عامي 1986، 1990.
لقب مونديالي وهدف تاريخي
وعلي الصعيد الدولي تمكن الأسطورة الأرجنتينية من المشاركة رفقة راقصي التانجو في 84 مباراة دولية، تمكن خلالهما من تسجيل 32 هدفاً وتقديم 20 تمريرة حاسمة، وبخلاف أرقام مارادونا الفردية مع منتخب الأرجنتين ألا أنه نجح في قيادة راقصي التانجو إلى الفوز بلقب كأس العالم عام 1986.
قدم مارادونا خلالها إحدى أفضل النسخ للاعب في تاريخ كأس العالم، بل لم يتوقف عند هذا الحد بل ترك بصمته الخاصة التي لا تزال هي الأغرب في تاريخ بطولات كأس العالم حتى الآن، عندما سجل هدف باليد في مرمى المنتخب الإنجليزي ، في اللقاء الذي جمع بينهما في نصف نهائي المونديال، والذي قال مارادونا عنه بعدها، إن يد الرب ساعدته لإحراز الهدف.
مارادونا ومونديال النهاية
دائماً ما عرف النجم الأرجنتيني دييجو مارادونا بتصرفاته المثيرة للجدل خارج الملعب بمختلف الطرق، وبالأخص بعد إثبات تناوله للمواد المخدرة والذي استمر في تناولها حتى تعرضه لأزمة صحية في عام 2004 ليضطر بسببها التوقف عن تناول هذه المواد المخدرة.
وأثر تناول مارادونا للمواد المخدرة على مسيرته الكروية، حيث في عام 1991 تعرض النجم الأرجنتيني لاختبار المنشطات عندما كان متواجداً في صفوف نابولي.
وجاءت نتيجة العينة إيجابية ليتم إيقافه لمدة 15 شهراً، ومن ثم قام فريق نابولي بفسخ تعاقده بعد قضائه 7 أعوام داخل صفوف الفريق.
وتمكن مارادونا من العودة للملاعب مرة أخرى من بوابة إشبيلية الإسباني، بل وشارك رفقة المنتخب الأرجنتيني في كأس العالم عام 1994 بأمريكا، ولكنه لا يعلم في ذلك الوقت أن هذه المشاركة ستكون السبب في نهاية مشواره الدولي رفقة راقصي التانجو.
وتم اختياره من أجل إجراء اختبار المنشطات عقب مباراة نيجيريا في الجولة الثانية بالمونديال، ليتم إثبات إيجابية العينة للمرة مجدداً، ويستبعد من البطولة، بل ويتم ترحيله إلى الأرجنتين مرة أخرى، ليكت هذا المونديال النهاية الدولية لمسيرة أسطورية لمارادونا استمرت 17 عاماً مع راقصي التانجو.