كتب : محمد عبد الهادي


03:20 ص


26/12/2025

سطّر جورجي مينونجو جناح منتخب بوركينا فاسو واحدة من أكثر القصص الإنسانية إلهامًا في بطولة كأس أمم أفريقيا الحالية، بعدما تحول من لاعب مهدد بفقدان مسيرته الكروية نهائيًا إلى بطل مشهد درامي أعاد الأمل لمنتخب بلاده في البطولة.

بطل بوركينا فاسو بعين واحدة فقط في أمم أفريقيا

منذ عامين فقط، وقّع مينونجو بعمر 20 عامًا عقده الاحترافي مع نادي سياتل الأمريكي، استعدادًا لبدء مشوار كبير في الملاعب الأوروبية، قبل أن يتعرض لكارثة صحية مفاجئة خلال معسكر تدريبي.

حيث شعر بالتهاب في عينه ظُنت في البداية مجرد حساسية بسيطة، لكن حالته تحولت سريعًا بعد أيام قليلة إلى فقدان كامل في الرؤية بعينه اليسرى وتلف كامل في العصب البصري، ليؤكد الأطباء حينها استحالة عودته للملاعب مرة أخرى وطالبوه بالاعتزال.

اللاعب الشاب عاش واحدة من أصعب فترات حياته، واعترف حينها بأنه كان يبكي كل ليلة بعد تحطم حلم الاحتراف، خاصة بعد تقارير طبية أوصت بإنهاء مسيرته مبكرًا.

اللاعب رفض الاستسلام، وطلب من طبيب الفريق منحه فرصة أخيرة بالعودة للتدريبات لمدة أسبوع واحد فقط لإثبات قدرته على اللعب رغم فقدانه الرؤية في عين واحدة.

بدأ مينونجو رحلة التحدي مرتديًا نظارات حماية، ورفع شعارًا كتبه على حائط غرفته: “سأكون أفضل من اللاعبين ذوي العينين”، ليبدأ مرحلة جديدة اعتمد خلالها على الإحساس والتحرك الصحيح وقراءة الملعب، مؤكدًا أنه لا يرى كل المساحة لكنه يشعر بالمنافسين ويتعامل بالحدس والتوقيت.

المعجزة اكتملت بعدما نجح في إثبات نفسه مع فريقه وشارك بالفعل في مباريات الدوري الأمريكي عام 2024 مسهمًا في عدة أهداف، وسط دهشة الأطباء الذين عاد بعضهم لحضور مبارياته من الملعب بعدما تغيرت قناعاتهم الطبية تجاه حالته.

وفي أمم أفريقيا بالمغرب 2025، كتب جورجي الفصل الأجمل في حكايته، حين شارك بديلًا مع بوركينا فاسو أمام غينيا الاستوائية، ليسجل هدف التعادل القاتل في الوقت بدل الضائع، ويمنح بلاده نقطة ثمينة في واحدة من أكثر لحظات البطولة تأثيرًا، لتتحول قصته إلى واحدة من أبرز مشاهد النسخة الحالية وأكثرها إنسانية وإلهامًا.

شاركها.
Exit mobile version