حوار- نهى خورشيد:

لم يكن الفرنسي هوبير فيلود مجرد مدرب أوروبي يخوض تجربة عابرة في إفريقيا، بل مشروع مدير فني آمن بالكرة الإفريقية وقدرتها على التطور، وقرر أن يكتب اسمه داخل تاريخها.

امتلأت رحلة هوبير الأفريقية بالاختبارات إذ عاش واحدة من أخطر اللحظات في تاريخ كرة القدم، حين نجا من هجوم مسلح استهدف حافلة منتخب توجو خلال كأس الأمم الإفريقية 2010.

ولكن تحول ذلك إلى فرح، بعدما قاد فيلود منتخب السودان إلى إنجاز تاريخي بالتأهل إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2021 بالكاميرون، بعد غياب دام أكثر من عشر سنوات .

وأجري مصراوي حواراً مع هوبير فيلود مدرب بوركينا فاسو ومنتخب السودان الأسبق، عن توقعاته لكأس الأمم الأفريقية 2025، ورأيه في المجموعات وأبرز المرشحين، إلى جانب وضعه روشتة تدريبية من أسلوبه في عالم الساحرة المستديرة.

وفيما يلي أسئلة الحوار..

كيف ترى المجموعة التي تضم الجزائر وبوركينا فاسو؟

نعم، هي مجموعة صعبة تضم منتخبين مرشحين بقوة هما الجزائر وبوركينا فاسو باعتبارهما الأفضل، لكن السودان وغينيا الاستوائية ليسا بعيدين عنهما.

ستكون مجموعة متقاربة ومشحونة، لكن أعتقد أن هناك منتخبين يتقدمان نسبياً كمرشحين.

ما رأيك في توازن مجموعات كأس الأمم الإفريقية 2025؟

جميع مجموعات كأس الأمم الإفريقية 2025 متوازنة إلى حد كبير، لكن في رأيي المجموعة التي تضم السنغال وجمهورية الكونغو الديمقراطية هي الأصعب، لأن المنتخبات الأربعة أقويا جداً، أرى أن مجموعة السنغال هي مجموعة الموت.

ما حظوظ بوركينا فاسو والسودان في البطولة؟

أعتقد أن بوركينا فاسو تملك فرصة لا بأس بها في هذه النسخة، فهي منتخب أعرفه جيداً بعدما دربته لمدة عامين.

إذا لم يتعرض اللاعبين للإصابات وكان جميع العناصر الأساسية حاضرين، فبإمكانهم منافسة كبار القارة.

أما السودان فالمهمة أصعب نسبياً، رغم أنهم في تطور مستمر، وهو منتخب أعرفه جيداً وتابعته مؤخراً لكن أرى أن حظوظ بوركينا فاسو أكبر من السودان.

ما نقاط القوة لدى بوركينا فاسو والسودان؟

نقطة قوة بوركينا فاسو الأساسية هي الخط الهجومي، وإذا كان جميع اللاعبين متواجدين فالهجوم على مستوى عالٍ جداً، ويضم عناصر تلعب في أندية أوروبية كبرى، دفاعياً يمكنهم التطور أكثر.

أما السودان، فقوته تكمن في القتالية، الروح الجماعية والتضامن، هو منتخب مزعج جداً لأي منافس بسبب شراسته وانضباطه.

ما العوامل الأساسية للفوز بكأس الأمم الإفريقية؟

هناك معياران مهمان جداً الأول هو امتلاك الموهبة، وعلى المدرب اختيار العناصر المناسبة وبناء التكامل بين اللاعبين.

العامل الثاني هو قوة المجموعة والتماسك، لأن البطولة طويلة وتتطلب العيش معاً لأسابيع من المنافسة والتدريبات.

الحياة الجماعية والديناميكية داخل الفريق عنصر حاسم، إلى جانب الموهبة.

هل تطور الجانب التكتيكي في الكرة الإفريقية؟

بالتأكيد، هناك تطور تكتيكي واضح في إفريقيا خلال السنوات الأخيرة، ومع وجود عدد كبير من اللاعبين المحترفين في أوروبا، أصبح الوعي التكتيكي أعلى.

كما تطور مستوى المدربين أيضاً، وهو ما جعل المباريات أكثر تعقيداً من الناحية الخططية، ولم تعد هناك منتخبات صغيرة، فجميع الفرق قادرة الآن على إزعاج الكبار.

كيف ترى مسألة الدمج بين اللاعبين الشباب وأصحاب الخبرة؟

المدربون مطالبون بإيجاد التوازن بين الشباب وأصحاب الخبرة، الأهم هو الموهبة والتكامل بين اللاعبين، وليس العمر.

كيف يمكن التعامل مع الضغط الجماهيري الكبير في إفريقيا؟

الضغط الجماهيري قوي جداً في إفريقيا، والشعوب دائماً خلف منتخباتها.

يجب التعامل مع هذا الضغط بالخبرة، من خلال مدربين ولاعبين أصحاب تجربة، لأن هذا الضغط قد يكون إيجابيًا إذا تم توظيفه بشكل صحيح.

ما الأسلوب الأنسب، الاستحواذ أم التحولات السريعة؟

يعتمد الأمر على نوعية اللاعبين وفلسفة المدرب.

كلا الأسلوبين جيدان، والأفضل هو القدرة على اللعب بالطريقتين حسب ظروف المباراة.

ما أهمية اللاعبين المحليين مقارنة بالمحترفين في أوروبا؟

من الضروري أن يصل اللاعب المحلي إلى نفس المستوى البدني والتكتيكي للاعب الأوروبي.

شخصياً لا أرى فرقاً كبيراً، فاللاعب المحلي قادر على التأقلم مع متطلبات المستوى العالي، وكأس الأمم الإفريقية تمثل قمة المنافسة.

ما دور الانسجام داخل الفريق؟

الانسجام عنصر أساسي في النجاح. قد تمتلك فريقاً قوياً، لكن دون انسجام لن تحقق نتائج.

أرى أن الانسجام يمثل ما لا يقل عن 30% من عوامل النجاح.

كيف تبنى المشاريع الناجحة للمنتخبات الوطنية؟

المشروع الناجح يجب أن يكون متكاملاً، يشمل تكوين اللاعبين الشباب، وتكوين المدربين، وبناء منتخب يتمتع بالتماسك والعمل الجاد لاختيار أفضل العناصر.

ما أهمية القادة داخل المنتخبات؟

وجود القادة ضروري جدًا، خاصة في إفريقيا، القائد والكبار داخل الفريق لهم تأثير كبير على المجموعة، وهم حلقة وصل مهمة بين اللاعبين والجهاز الفني.

هل كأس الأمم الإفريقية منصة لاكتشاف المواهب؟

بالتأكيد، البطولة تمثل واجهة عالمية، ويتابعها كبار الأندية الأوروبية.

أي لاعب شاب يتألق في الكان يمكن أن يخطف الأنظار فورًا.

من هو المرشح الأبرز للفوز باللقب؟

المغرب هو المرشح الأول، خاصة أنه يلعب على أرضه وحقق نتائج كبيرة مؤخراً، رغم وجود منتخبات أخرى قادرة على المنافسة.

ما رأيك في منتخب مصر؟

مصر دائماً من كبار المرشحين، وتصل غالباً إلى الأدوار المتقدمة. لديهم استقرار في القوام وخبرة كبيرة، وتأهلهم لكأس العالم كان سهلًا نسبياً، هم من أفضل منتخبات إفريقيا دون شك.

كيف تقيم عمل الجهاز الفني لمنتخب مصر؟

عمل المدرب المصري جيد جداً، وحقق نتائج مهمة خاصة في تصفيات كأس العالم.

هو يعرف اللاعبين جيداً ويملك خبرة كبيرة، ويمكنه تقديم الإضافة للمنتخب.

كيف كانت رحلتك التدريبية بعد الاعتزال؟

بدأت مسيرتي كمدرب مساعد، ثم عملت مع الفئات السنية، وبعدها الفريق الأول، وحصلت على الشهادات التدريبية مبكراً، رغم أنني اعتزلت في عمر 32 أو 33 عاماً.

ما فلسفتك التدريبية؟

أعتمد على تكتل الفريق، الضغط العالي، اللعب المكثف، والمشاركة الهجومية للأظهرة، مع كرة هجومية تعتمد على الشراسة والضغط المستمر.

ما الفرق بين تدريب المنتخبات والأندية؟

المهنتان مختلفتان، لكن الجانب الإنساني واحد، العلاقة مع اللاعبين والتعامل النفسي والديناميكية الجماعية عناصر مشتركة.

ما أبرز إنجازاتك التدريبية؟

الفوز بدوري أبطال إفريقيا مع مازيمبي، التتويج بلقبين محليين مع وفاق سطيف واتحاد العاصمة، والتأهل مع السودان إلى كأس الأمم الإفريقية بعد غياب دام أكثر من 10 سنوات، وهو إنجاز تاريخي.

هل تفضل المدرب المحلي أم الأجنبي؟

لا أميز بينهما، الجميع يتلقى نفس التكوين عبر برامج الفيفا، أنا أعتبر نفسي مدرباً إفريقياً، فقد عملت في إفريقيا لأكثر من 25 عاماً.

في سياق آخر، بصفتك المدرب ما رأيك في مجموعة الجيش الملكي في دوري الأبطال الأفريقية؟

المجموعة صعبة بوجود الأهلي، شبيبة القبائل، ويانج بويز، لكن الأهلي والوداد هما الأوفر حظاً، رغم قوة باقي الفرق.

شاركها.