02:34 م
الثلاثاء 20 فبراير 2024
كتبت-هند عواد:
تربط علاقة قوية ناديي الزمالك والإسماعيلي، ترجع إلى عام 1967، بعد النكسة التي تعرضت لها مصر بالهزيمة في الحرب، حينها هُجرت أندية مدن القناة (الإسماعيلية، السويس، بورسعيد) واستقبل نادي الزمالك لاعبي الإسماعيلي، ومنذ ذلك الحين بدأت حكاية “ولاد العم”.
وتغيرت هذه العلاقة، مساء أمس، في المباراة التي جمعت بين الزمالك والإسماعيلي على ستاد الإسماعيلية، بعدما تبادلت الجماهير الهتافات، ثم رفع جمهور الدراويش لافتة كتب عليها: “الفارس الكداب”، ولم يظهر حتى الآن سبب هذا التصرف، لكنه يأخذنا إلى بداية العلاقة بينهما والتي استمرت على مدار السنوات السابقة.
وكان نادي الإسماعيلي بطل الدوري المصري لعام 1967، ليشارك كأول ناد مصري في بطولة دوري أبطال أفريقيا، ليفتح نادي الزمالك أبوابه لاستقبال الدراويش، بدعوة من حسن حلمي رئيس النادي الأسبق.
مشوار الإسماعيلي في أفريقيا
وبدأ الإسماعيلي مشواره في بطولة دوري أبطال أفريقيا، بالفوز على نادي التحدي الرياضي الليبي بنتيجة 5-0، وفي العودة فاز الدراويش مجددا بثلاثية نظيفة، وأقيمت هذه المباراة على ملعب الزمالك، ليواجه الإسماعيلي جور ماهيا الكيني في الدور ربع النهائي، ويفوز في الذهاب بنتيجة 3-1، فيما انتهت مباراة الإياب في ملعب الزمالك بالتعادل 1-1.
وفي الدور نصف النهائي، واجه الإسماعيلي أشانتي كوتوكو الغاني، وعاد الدراويش من غانا بالتعادل 2-2، وفي مباراة الإياب فاز الإسماعيلي بنتيجة 3-2، ليتأهل إلى النهائي كأول فريق مصري، حينها أصبح الدراويش في مهمة باسم جميع المصريين، الذين يبحثون عن الفوز بعد النكسة.
وواجه الإسماعيلي الفريق الكونجولي الإنجلبير (مازيمبي حاليًا)، ليتعادل معه في الذهاب، يوم 21 ديسمبر 1969، بنتيجة 2-2، وكان هذا التعادل بطعم الفوز، إذ يقول مصطفى درويش لاعب الفريق حينها، خلال حوار عبر قناة أون تايم سبورتس، إن الرئيس الرئيس عبد الناصر أرسل برقية إلى لكل لاعب على حدة بعد هذا التعادل.
وتأهب الجميع إلى النهائي في القاهرة، وكان من المقرر له أن يقام على ملعب الزمالك، لكن تم نقله إلى ملعب القاهرة، وحضر نحو 120 ألف مشجع، خلف الدراويش الذين خاضوا اللقاء بالتشكيل التالي، حسن مختار في حراسة المرمى، مصري سناري وحودة ليستون وميمي درويش، نصر السيد، سيد حامد ، رفعت رجب “ريعو”، عبد الرحمن أنوس، بازوكا وعلي أبو جريشة.
وسجل أبو جريشة الهدف الأول، ثم تعادل الإنجلبير، لتأتي ضربة الحسم من بازوكا الذي تحصل على ركلة جزاء سددها بنجاح، ليعلن فوز الإسماعيلي باللقب الإفريقي الأول لمصر.
وكان الإسماعيلي في هذه الفترة منتخبا لمصر، حسبما قال سيد بازوكا صاحب هدف التتويج في تصريحات خاصة لـ”مصراوي”، ووصف هذه الفترة: “عندما حصلنا على بطولة دوري أبطال أفريقيا حصلت ظروف لميمي درويش وعلي أبو جريشة خلال السفر لمباراة الذهاب بسبب التجنيد، واصطحبنا طه بصري وهاني مصطفى وشحته ورفعت الفناجيلي، قمنا بتكوين منتخب من كل الأندية”.
علاقة الزمالك بالإسماعيلي “ولاد العم”
بالعودة مرة أخرى إلى بداية توطيد العلاقة بين “ولاد العم” الإسماعيلي والزمالك، انتشرت أقاويل بأن النادي الأهلي رفض استضافة الإسماعيلي، بعد تهجير أندية القناة، والزمالك استقبلهم، لكن نفى أكثر من لاعب سابق للدراويش هذا الأمر، إلا أنهم لم ينفوا أن علاقة الأبيض بالدراويش بدأت من هذا الحدث.
وقال بازوكا في تصريحات خاصة لـ”مصراوي”: “بعد الحرب تفرقنا كل لاعب ذهب إلى مدينة معينة، وأنا تدربت مع النادي الأهلي، وفي البداية كان الفريق يتدرب في نادي الجزيرة، بعدها انتقلنا إلى الزمالك والعلاقة بيننا جيدة جدا، ثم انتقلنا بعدها إلى الجزيرة في مبنى خاص بنا وملعب للتدريب عليه”.
فيما قال أسامة خليل لاعب الإسماعيلي حينها خلال تصريحات تليفزيونية: ” الأهلي لم يرفض استقبال الإسماعيلي، والموضوع لديه أبعادا أخرى، إذ يرى مواطنو مدن القناة أنهم خطوط الدفاع الأول في المجتمع بدليل الحروب، لهذا الاعتقاد بأن الأهلي نادي الدولة، يرفضه هؤلاء المواطنون”.
وروى مصطفى درويش لاعب الزمالك حينها تفاصيل العلاقة التاريخية بين نادي الزمالك والإسماعيلي، خلال تصريحات تلفزيونية، وقال: “ذهب إلى الزقازيق بعد الحرب وعثمان أحمد عثمان قال لنا نجتمع في نادي الزمالك، ضمن الإعداد لصالح المجهود الحربي، واستقبال الزمالك ترك أثر طيب للجماهير في الإسماعيلية والجهاز الفني، وكان يمكن أن تختلف العلاقة بين الأهلي والإسماعيلي إذا استضافونا، الزمالك استقبلنا بشكل جيد، طه بصري كان يأتي معي لجميع الرحلات، الزمالك كان مثل بيتنا”.
وأضاف: “بعدها سافر الإسماعيلي في رحلات لجميع الدول العربية، وكان أول مرة ناد مصري يدخل الإمارات، وجميع الرحلات كانت لصالح المجهود الحربي”.
اقرأ أيضًا:
خروج حسام حسن من المستشفى بعد تعرضه لأزمة صحية
إيهاب جلال: سيطرنا على أول 25 دقيقة.. وأحمد عادل نجم مباراة الزمالك